أحــــلـــى بــيــطـــرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحــــلـــى بــيــطـــرى

ملتقى طلاب كليه الطب البيطرى جامعه كفر الشيخ
 
الرئيسيةwww.a7lavet.ahlأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية عودة الذئب

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:22 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
روايــة
عــــــــــــــــودة
الذئــــــــــــــب
تأليف: سامية أحمد
............................................................................................................
فتاة الإسلام will become famous soon enough

افتراضي رواية عودة الذئب..حتى لاننســاهم



بسم الله الرحمن الرحيم
روايــة
عــــــــــــــــودة
الذئــــــــــــــب
تأليف سامية أحمد

جلس شاردا على حافة صخره كبيره.يتأمل قطرات الماء التى تسيل ببطء وانتظام من أوراق الشجر معلنه انتهاء الشتاء القارص وبداية الربيع
رفع عينيه من أوراق الشجر ومد بصره بعيدا..... بعيدا
خلف قمم الجبال التى تغطيها الثلوج ...
هناك ...حيث ترك قلبه
عاوده الحنين والشوق للعوده الى هناك...اليها...
اصطدم الهواء البارد بوجهه فاستنشقه بعمق وكأنما برغم البعد يجد فيه رائحتها ..
تمنى لو يتشبث بأنفاسه...ببقايا عطرها الذى يدفئ قلبه
أيها القائد.....
غادر شروده وحنينه والتفت الى محدثه الذى قال : انهما بانتظارك
قال ببطء وبعد صمت : حسنا...أنا قادم

القى بنظره حانيه أخيره اليها هناك...بعيدا
زفر بقوه وعزم....ولمعت عيناه ببريق قوى وهو يقول :
سأعود............
.............................. .................... ..
دخل الى الحجره...وسلم على الرجلين اللذين كانا بانتظاره بحراره
القائد : كيف كانت المهمه ؟؟ وما هى آخر الأخبار؟
الأول : لقد جمعنا كل المعلومات اللازمه عنه ..ولكن... يبدو أن الأمر سيكون شديد الصعوبه
القائد فى هدوء : لكن الأمر يستحق...لاتنسى أنه شديد
الأهميه بالنسبة لنا...لا بد من احضاره الى هنا....لابد أن يكون تحت أيدينا
الثانى : أيها القائد ان المسافه طويله للغايه...والأمر شديد
الخطوره قد نتعرض للكشف فى أى وقت ..لن نستطيع انجاز المهمه

القائد بعزم : لابد من انجاز المهمه مهما كانت التضحيات ..
سنحضره الى هنا مهما كان الثمن .. لدى خطه محكمه
أخذ القائد يشرح خطته لمعاونيه وبعد أن انتهى
الأول : حقا ..خطه شديدة الإحكام ...ولكن؟
ألن يشك فى الأمر؟؟
القائد وابتسامه شديدة الدهاء تنبت على زاوية فمه :
الطمع أقوى بكثير من أن يدع له فرصه للشك...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:24 pm


(2)
أطلت الشمس الدافئه تقبل وجه النيل الجميل وتنثر حبات اللؤلؤ والماس فوق

مياهه الصافيه لتزيده جمالا وبهاء فى أحد أيام الربيع الدافئ الذى يلقى بثوبه

الأخضر الزاهى على الأشجار التى ترقص فرحه على أغنيات الطيور الشجيه

ملء محمد عينيه بذلك المشهد الرائع الذى يخلب القلوب والألباب وهو يقود

سيارته عابرا فوق كوبرى قصر النيل فى وسط القاهره والذكريات تأتى اليه

من كل مكان
ذكريات الفتوه والشباب ....أيام عديده قضاها فى أحضان ذلك البلد الدافئ

الحنون وجامعة الأزهر العريقه ....وحى الدراسه...... ومدينة البعوث

قطع ذكرياته عندما وصل الى وجهته...الى شارع محمد على الشهير...أوقف

سيارته واتجه الى شارع المغربلين سيرا على قدميه

وفى هذا الشارع الضيق العريق ...جلس على مقهى صغير ليشرب كوبا من

الشاى المصرى المعطر بالنعناع الذكى الذى اشتاق اليه طويلا

أثار وجوده فضول أهل المنطقه فهو غريب عن أهل الحى الذى يعرف بعضهم

بعضا.......أخذوا يتأملونه بوسامته الشديده ووجهه الأبيض المشرب بحمره

والذى يختفى أغلبه تحت ذقنه شديدة السواد الا من بعض شعيرات بيضاء

تناثرت فوقها
قام بعض رواد المقهى باستثارة فضول صاحب المقهى (الحاج جاد الله)

ليعرف من هذا الضيف الغريب وما الذى اتى به فى ذلك الشارع الشعبى

الضيق
اتجه الحاج جاد الله الى الطاوله التى يجلس اليها الغريب

جاد : السلام عليكم
التفت اليه محمد وقال بابتسامه شديدة الوقار : وعليكم السلام ورحمة الله

..تفضل بالجلوس
جلس صاحب المقهى وهو يقول بابتسامه ودوده :


يا مرحب يا مرحب....حضرتك مش من هنا؟
محمد بود مماثل : أنا من بلاد بعيده

جاد الله : يا أهلا وسهلا ...حضرتك أول مره تيجى مصر؟

محمد باقتضاب : أنا أزهرى ...

جاد الله : واسم الكريم ايه؟

محمد : محمد..
جاد الله : يا مرحب يا شيخ محمد ..أى خدمه؟

محمد : أبحث عن السيده فتحيه أم سلطان

جاد الله: مراة الأسطى بسيونى؟ أهه ..بيتها فى الزقاق اللى على يمينك

ده.... البيت التالت
محمد : جزاك الله كل خير..سأذهب اليهم بعد أن أنتهى من الشاى

جاد الله بفضول : انما لامؤاخذه يعنى..أنا مش حشرى ولا حاجه..

هو حضرتك تعرفها منين؟..وعاوز منها ايه؟

التفت اليه محمد ببطء ورماه بنظره قويه أخجلته بشده

فضحك بخجل : ها هأ ..لا مؤاخذه..البيت أهه ..هما ساكنين فى الأرضى

يا اسطى بسيووووووونى ...يابا ...يابو سلطان...يا اسطى بيسووو

يلتفت الجميع صوب الصوت ...الى فتى وسيم يدخل الحاره بصخب غير عادى

مشاكسا بيديه فى مرح كل من فى طريقه

جاد الله بتأفف : يافتاح ياعليم ..ايه اللى حدفه علينا ده؟ ما كنا مرتاحين من

وشه بقالنا اسبوع
ربنا يعدى اليوم ده على خير

يتأمل محمد الفتى باهتمام شديد ويركز نظراته عليه وهو يشرب كوب الشاى

ببطء
يقترب الفتى من المقهى وهو يقبل أصابع يده بصوت ملحوظ ويقول : صباح

الفل يا عم جاد
جاد الله بضيق : ما كنا مرتاحين...ياترى أنهى مصيبه حدفتك علينا

استرها يارب
الفتى : الله الله ..جرى ايه ياعم جاد؟ هو أنا كنت جوز أمك؟مالك كده واخدنى

عالحامى؟
جاد الله : اطّرّق يله من هنا لحسن أقوم أمسح بيك الشارع

الفتى : ليه كده بس ؟ دانا كنت جايبلك طلبيه جديده ...وبسعر مهاود

جاد الله : تغور من وشك...ربنا يكفينا شرّك
ينظر الفتى تجاه محل الميكانيكى المواجه للمقهى ويشير بيديه بالتحيه :

صباحك قشطه ياعم فرغلى
يظهر على وجه فرغلى الإشمئزاز ويدير ظهره له ولا يرد

ينظر الفتى لجاد الله : بالراحه شويه عليا يا عم جاد..مش كفايه أبا بسيونى

...طردنى من البيت و مش عاوز يبص فى وشى؟

جاد الله : من عمايلك السوده..كفايه البهدله اللى اتبهدلها بسببك جرجروه عالقسم وسين وجيم.....مخدرات ؟؟يابن ال...ولا بلاش

انت يله مش هاتبطل شغل الشياطين ده
يلاحظ الفتى أن محمد لم يحول عينيه عنه منذ بداية الحوارفيركز نظراته عليه

وهو يقول مخاطبا جاد بمسكنه :
طب والله برئ ..دول حتتين حشيش عمى الواد قطوشه هو اللى دبسنى فيهم

يا عمر ...يا عمر ..
يلتفت الجميع الى الصوت ...لفتاه تطل من شرفة بيت فتحيه وهى تقول :

تعالى أمى عاوزاك
يشير الفتى بيده وهو يقول : ماشى ..جى على طول

جاد الله : يالله يله غور من هنا ...وبطل شغل اللبط بتاعك ده

الفتى : ماشى يا معلم...أنا رايح أشوف أمى

يتابعه محمد بعينيه حتى يغيب داخل بيت فتحيه أم سلطان ثم يسأل جاد الله

: ابنها؟
جاد الله بانفعال : ابنها مين؟ الله يحرقه...دا واد ابن (...)

يلتفت اليه محمد ويرميه بنظره قاسيه

فيرتبك جاد الله ثم يستعيد هدوءه : ولا مؤاخذه..أصله مش ابنها ....هى مربياه

بس ....بيقولوا انه ابن الدكتور صابر اللى كانت بتشتغل عنده من 17 سنه

يكمل جاد الله باهتمام من وجد مستمع جيد : الدكتور ده كان بيسافر كتير

..وهو اللى اداها الواد ده ...جالها بيه فى ليله ووصاها عليه واداها فلوس

..وقالها ان اسمه عمر الديب

ضحك جاد الله بسخريه : أهه حاجه كده زى الأفلام العربى

يظهر ان الواد ده ابنه من ...أستغفر الله...أصله ماكانش متجوز...ومالوش

قرايب...ولما جوزها بسيونى عرف...شال الواد وراح على بيت الدكتور علشان

يرجعهوله..لكن مالقاهوش...

البواب قاله ان البوليس قبض عليه ولحد النهارده محدش يعرف راح فين

الأسطى بسيونى ومراته ما هانش عليهم يرموا الواد فى الشارع..ربوه وسط

عيالهم ورضعته على بنتها زينب ...البت اللى كانت بتنادى عليه من شويه

لكن تقول ايه...بلوه واتحدفت عليهم

محمد بهدوء : لا يمكن أن نحاسب انسان على خطأ ارتكبه غيره

جاد الله : انت أصلك ما تعرفش....الواد ماتمرش فيه اللقمه الحلال اللى كالها

فى بيت الأسطى بسيونى...مشى فى كل السكك البطاله اشى سرقه على

نصب على مخدرات ..عامل زى المنشار...همه يجيب فلوس وبس

حتى المدرسه..مافلحش فيها ...كان بيسرق العيال ..وطلعوه منها بفضيحه

مش بقولك...دا واد ابن (...)
نهض محمد بحده ووضع بضعة ورقات نقديه على الطاوله وهو يقول باقتضاب

متجهما : شكرا على الشاى ...السلام عليكم

ورحل بخطوات سريعه مودعا بنظرات العجب والدهشه من جاد الله

دق محمد باب منزل فتحيه أم سلطان

فتح الباب فوجد عمر أمامه ينظر اليه باستغراب وريبه

عمر : مش انت اللى كنت قاعد مع جاد الله القهوجى ؟؟

محمد بثقه وهدوء : السلام عليكم ..أريد التحدث الى السيده فتحيه أم سلطان

عمر بريبه : نقولها مين؟

محمد : صديق للدكتور صابر عبد التواب

جلس محمد على الأريكه البلديه فى انتظار السيده فتحيه وجلس أمامه

الأسطى بسيونى الذى قدم مسرعا من دكانه عندما ناداه عمر

جلست السيده فتحيه بعد أن قامت بنفسها بتقديم واجب الضيافه للضيف

الذى بدأ يتحدث اليهم قاطعا كل نظرات التساؤل والشك فى العيون :

أنا محمد ...صديق الدكتور صابر عبد التواب

تعرفت على الدكتور صابر عندما كان مكلفا من قبل نقابة الأطباء المصريه

بمهمه انسانيه طبيه فى بلادى

وتصادقنا كأعز الأصدقاء...وقبل سفره قدم لى الدعوه لزيارته فى مصر..ولم

أره منذ سبعة عشر عاما وطوال هذه المده لم تتح لى الفرصه لزيارة

مصر..وعندما تحسنت الأحوال واستطعت الحضور الى مصر ...ذهبت لزيارته

ولم أجده
فتحيه بأسى : لا حول ولا قوة إلا بالله

بسيونى : البوليس قبض عليه من 17 سنه ومحدش يعرف له طريق جره

محمد بدهشه : لماذا ؟؟
بسيونى : والله ما حد عارف ...أهم بيقولوا سياسه ..وناس بتقول انه كان مع

الجماعات
تجهش فتحيه بالبكاء : دا كان راجل سكره...ما يستحقش اللى جراله...الله

يجازى اللى كان السبب
هز محمد رأسه بأسف وتنهد بحزن

بسيونى : انما حضرتك بتتكلم عربى كويس؟

محمد يلتفت اليه : أنا أزهرى ...تعلمت فى الأزهر ..وقضيت فى مصر فترة

شبابى
يلتفت محمد الى عمر الجالس قبالته وينظر فى عينيه وهو يقول : أنت عمر؟

عمر بريبه : ايه ...انت تعرفنى؟

يظهر شبح ابتسامه على زاوية فمه وتطل من عينيه نظره غريبه :

أنت الذئب
ينظر اليه الجميع بدهشه شديده

عــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــ ر

يشق المكان صوت رهيب يفزع كل من فى البيت

يجرى عمر الى الشرفه : ايه ....فيه ايه يا ريس فرغلى؟

فرغلى بغضب : انزلى هنا يابن الديابه لا أطلع أشرحك
عمر بغضب : ايييييه انت هاتشتغلى؟

طب أنا نازلك....
يخرج من المنزل جريا ويقول : جرى ايه؟ واقف تسيحلى فى وسط الحاره؟حصل ايه

فرغلى يمسكه من ملابسه : فين ايراد الورشه يا (...) يا حرامى؟

من ساعة ما اصطبحت بوشك وانا بقول اليوم ده مش هايعدى على خير

عمر يدفع يده : ماتشتمش....وانا مالى أنا ومال ايراد الورشه؟

هو أنا جيت جنبك؟ماتشوف مين اللى دخل الورشه النهارده

مفيش حرامى وابن (...) فى الحاره غيرك..ودينى اما قبيت بإيراد الورشه

لأبيتك متفشفش فى أحمد ماهر

حووووووده...كتفه
يحيط به صبيان الورشه ويمسكوا بيديه

عمر بغضب : هى دى المرجله ؟ بتخليهم يكتفونى؟

يبدأ فرغلى بالضرب فيه بوحشيه وهو يقول : فين ايراد الورشه ..انطق يا

حرامى
يتجمع كل من فى الحاره ويقفوا متفرجين الا من بعض التعليقات :

مش حرام ..كلكوا عليه؟

أحسن تستاهل...دا حرامى
يصرخ عمر من الألم ويسب فرغلى الذى رفع يده لتنزل على وجه عمر...لكنها

لم تنزل.... لأن يدا أخرى أشد قوه اعترضتها

التفت فرغلى بغضب الى الشخص الممسك بيده ليصطدم بعينين يملؤهما

غضب مخيف وصوت صارم يقول : يكفى هذا

ارتبك فرغلى بشده لكنه قال : محدش يتدخل بينى وبين ابن ال(...) ده...دا

سرق ايراد الورشه
عمر وهو يبكى : والله ما سرقت حاجه...هو انتوا ماعندوكوش حرامى غيرى؟

محمد بصرامه : كم المبلغ؟
ينظر اليه فرغلى بدهشه: 200 جنيه

يعطيه محمد المبلغ ببساطه وهو يقول : خذ المبلغ ولا تلمسه

ينتهى الموقف وينفض الجمع وهم بين مذهول ومتعجب من هذا الغريب الذى

يدفع مالا لرجل لا يعرفه من أجل انقاذ لص لا يعرفه

مسح عمر دموعه فى كمه وهو ينظر بدهشه لهذا الغريب
قال محمد باقتضاب : تعالى أريد أن أتحدث اليك

نهض عمر وانطلق خلفه بصمت وفضول لا مثيل له حتى وصلا الى حيث ترك

السياره
فتح محمد باب السياره وهو يشير الى الباب المقابل ويقول بلهجه آمره : اركب

تردد عمر ونظر اليه بارتياب
قال محمد منهيا تردده : هل تحب أن تكسب مالا؟

اتسعت عينا عمر بلهفه : أنا خدامك

محمد بصرامه : اذا اركب

ركب عمر وانطلق محمد بالسياره ليدور بينهما حديث طويل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:25 pm

(3)
عمر : انت مين يا عم الشيخ
محمد : أخبرتك من قبل...أناصديق للدكتور صابر عبد التواب
عمر : ماقولتليش..هاتدينى فلوس ليه؟
محمد : سأعرض عليك عرض...ما رأيك أن تعمل معى ؟
عمر بتردد : ماشى ...تحت أمرك..بس.....لامؤاخذه ازاى هاتشغلنى معاك
وانت عارف انى حرامى؟
قال محمد فى هدوء : اعتدت عدم الحكم على الناس الا من خلال
تصرفاتهم...وحتى الآن لم يبدر منك ما يجعلنى أرفضك
عمر : طب وكلام الناس؟
محمد : أنا أرى الأشخاص بعينى وعقلى ...لا بكلام الناس
عمر بدهشه: يااااه...انت بتفكر غير كل الناس!!
محمد : لماذا طردت من المدرسه؟
عمر : لا..أنا محدش يقدر يطردنى ..أنا اللى سبتها بمزاجى
محمد : لماذا؟
عمر : بصراحه زهقت منهم ..أصل المدارس مابتكسبش فلوس ..أنا كده
أحسن
محمد : كان بإمكانك العمل والدراسه معا
عمر : الصراحه قرفت من المدرسه باللى فيها
كنت ماشى كويس وميت فل و14 ..لحد أولى اعدادى..لحد ما الواد شوقى
ابن الأسطى فرغلى ما اتنقل الفصل بتاعى
أكمل بسخريه مريره : أبوه راح للمدرسه وقال لها ..الواد ده مايقعدش جنب
ابنى ..أصله ابن (..) ..ومن يومها بقى الفصل كله يبعد عنى زى ما أكون
جربان..أما شوقى بقى ..كان كل ماتضيع منه حاجه يلزقها فيا..ويشتكى
للمدرسه انى سرقته.مع انهم كلهم عارفنى من سنين...ومن يومها وكل
حاجه اتشقلبت
هز محمد رأسه بتفهم : وكلما ضاع شئ أو سرق شئ ..فالسارق دائما
موجود
عمر بسخريه : عليك نور ...بس ...وعنها وسبتلهم المدرسه مطربقه على
دماغتهم...وده كمان ريح عم بسيونى...ايه اللى يزنقه يصرف على عيل مش
ابنه؟
محمد يهز رأسه بأسف : وأنت لم تدخر جهدا لتؤكد لهم الصوره التى فى
ذهنهم عنك ....صورة اللص
عمر بمراره : لو كنت عمالتلهم قرد ...برده هافضل فى نظرهم ابن (..)
...وادينى خدتها من قصيرها وبقيت حرامى ...آل ضربوا لأعور على عينه..قال
خسرانه خسرانه
محمد : ما رأيك فى من يمنحك فرصه تثبت بها عكس ما يظنونه..تثبت جدارتك
فى مكان آخر لا يعرفك فيه أحد...فى مكان لا يقيّم فيه الإنسان الا بعمله
عمر : ايدى على كتفك
محمد محذرا : ولكن احذرك فستسافر الى بلاد بعيده للغايه...والعمل هناك شاق تماما وقد لا تتحمله
عمر : خليها على الله ...أنا بعون الله أفوت فى الحديد...وبعدين مش انتوا
هاتدونى أجرى؟؟ خلاص ..قالوا ايش بلدك يا جحا؟ .قال اللى فيها الفلوس
محمد : حسنا ...فلتجهز حاجياتك ...ولتعود لتودع أهلك...فقد يطول السفر
الى سنوات
عمر : يا عم قول يا باسط...أهل مين؟أنا ماليش أهل...دى حاره غجر...وكمان
ماليش حاجات ...أهه على فيض الكريم
يقول عمر بعد تردد : بس ..ليا سؤال....انت بتعمل كده ليه؟
محمد : أخبرتك من قبل..من أجل صديقى الدكتور صابر..فأنا مدين له بالكثير
كما أنى أريد أن أثبت لك أن هناك من يعاملون الناس بتعاليم الإسلام
لا بنظرتهم الضيقه للحياه
ان من ينظر للحياه من خلال الإسلام ..يجدها أكبر بكثير مما يعتقد الناس
عمر بريبه : لاموآخذه الكلام ده مش داخل دماغى
يعنى ...مافيه ألف واحد غيرى واحسن منى كمان ومعاهم شهادات
ويستحقوا المساعده أكتر منى
يصمت قليلا ثم يقول : انت كنت تعرف أبويا؟
محمد ينظر اليه باعجاب ويقول ببساطه : ربما
دهش محمد عندما لم يتلقى أى رد أو انفعال من عمر
محمد : ألا يهمك أن تعرف انك لست ابن زنى؟
عمر بلامبالاه وهو ينظر بشرود الى الطريق :
ماتفرقش كتير...بالعكس ..كده أحسن..خلاص اتعودت
وبعدين مش يمكن لو عرفت أهلى أقع فى مصايب وقواضى؟ أمال يعنى ايه
اللى يخليهم يرمونى الا اذا كانوا واقعين فى مصيبه؟
سوق يا عم سوق خلينا نشوف أكل عيشنا ..بلا أهل بلا هم
خلينا فى السفر والفلوس
وسافر عمر مع محمد بعيدا....بعيدا.....
الى أين؟
الى عالم مجهول...وحياه جديده...لا يعرف ما ينتظره فيها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:26 pm


(4)


نجحت المهمه..... لقد أحضرناه
أيها القائد....ايها القائد......هل سمعتنى؟
نزع القائد نفسه من شروده الذى اعتاد الجميع عليه والتفت ببطء الى محدثه و قال بهدوء : هل آذاه أحد؟
الرجل : لا ..لم يمسه أحد بسوء.....فقط عصبنا عينيه حتى لا يعرف الطريق
القائد : وأين هو؟
الرجل : فى الحجره التى فى نهاية الممر
القائد : حسنا ...سأراه بنفسى
دخل القائد الى الحجره فوجد الأسير جالس على الكرسى وهوينظر اليه بمقت شديد
سحب القائد كرسى وجلس قبالته تماما
اندفع الأسير يقول بانفعال وتوتر شديد ونظرات الكراهيه تطل من عينيه كسهام حاده : لن تحصلوا منى على كلمه واحده ...لقد قمتم باستدراجى بحيله خبيثه لكنكم لن تستفيدوا من ذلك مهما فعلتم
فأنا أفضل الموت على أن أبوح بأى كلمه..انزعوا أظافرى ...حرقوا جسدى...لكنى لن أنطق بكلمه
كان القائد يجلس هادئا صامتا وعينيه مركزتين فى عينى الأسير الزائغتين...كانت نظراته الثابته تشع بالقوه برغم لثامه الأسود السميك الذى يخفى وجهه والمغطى من أعلاه بعصابه خضراء مكتوب عليها كلمة التوحيد
قال بصوته الهادئ العميق الذى يزيد من توتر الأسير :
من قال أننا سنفعل أى شئ من ذلك ؟
أعرف تماما مدى عنادك ..وكم أنت صعب المراس
الأسير بتوتر منفعل : اذا ماذا تريدون منى؟
القائد بهدوء شديد يحطم الأعصاب : لا شئ....فقط سنستضيفك لبعض الوقت لنرى كم تساوى عندهم
الأسير : لا ...لن تنالوا أى مكاسب على حسابى
القائد ببرود أشد من الثلج : حقا ...أنت وحدك ...لا تساوى شئ...
لكنها رتبتك ..ترى ..كم تساوى من وجهة نظرهم؟
الأسير باستفزاز : تتكلم تماما كاللصوص وقطاع الطرق
القائد بهدوء : من وجهة نظرك فقط .....لقد اختطفت شخصا.....أو بضعة أشخاص
لكنكم اختطفتم بلدا بأكملها ...بكل ما فيها
وكل ما نفعله هو محاوله لإسترداد ما سرقتموه منا...استرداد أرضنا
الأسير : انكم واهمون ....هذه الأرض لنا...وستظل لنا ..لأننا الأقوى
القائد بسخريه شديده : هل تعتقد حقا أنكم الأقوى؟
سنرى.....سنظل نقاتل ونقاتل حتى ترضخوا وتأتوا الينا صاغرين ثم أردف بلهجه ذات مغزى : كما حدث من قبل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:26 pm

يااااااه يا مولانا ...ايه ده...دانتوا بلدكوا فى آخر بلاد المسلمين
صاح عمر وهو يركب السياره بجوار محمد
محمد : لقد حذرتك من البدايه أنها بلاد بعيده والحياه فيها شاقه للغايه
عمر : بس أنا كنت فاكر اننا هانركب لها مركب ..طياره...
لكن داحنا ركبنا كل الركايب اللى اخترعها البنى آدمين
طياره ومركب وقطر وعربيه..........يا خبر أبياااااض ..ايه ده؟؟
مافاضلش غير الصاروخ....واللى مجننى ...اننا عمالين نعدى على بلد ونسيب بلد ...ودنك منين يا جحا؟
ابتسم محمد ابتسامه صغيره وقال : يبدو أنك معجب كثيرا بجحا؟
الأمر ببساطه أنه هناك توتر فى العلاقات السياسيه بيننا وبين الدول المجاوره ..لذلك اضطررنا الى تجنب العبور خلال أراضيهم
عموما أوشكنا على الوصول.
توقفت السياره ؟أمام منزل كبير بدورين له فناء كبير
ترجل الإثنان ودخلا الى المنزل ومعهما الأمتعه..
استقبل أهل المنزل محمد استقبالا حارا وأدرك عمر من حرارة الإستقبال أنهم عائلته
والغريب أن الجميع كان يتكلم العربيه الفصيحه
بعدها ..بدأوا يغدقون مشاعر الود والمحبه لهذا الضيف الجديد
وسلموا عليه وكانت لحظات التعارف تحمل مشاعر دافئه صادقه لم يعرفها عمر من قبل
السيده الكبيره ..ربة المنزل وزوجة محمد وهى أم لأربعه
مالك ...فتى يماثله فى العمر ودود مرح له ابتسامه طفوليه لا تختفى ابدا
زهرة فتاه جميله هادئه فى الخامسة عشر لها وجه ملائكى يزيده حجابها الأبيض جمالا ونورا
خالد ..طفل لطيف فى السادسه ..وزينب ..لم تتجاوز الثالثه
ازال استقبالهم الحار وترحيبهم الودود من نفس عمر كل توتر وخوف وزاد من شعوره بالأمان
بعد أن تناول الجميع الطعام .. طلب محمد من مالك أن يصحب عمر الى غرفته ليرتاح من عناء السفر
فى اليوم التالى......أخذه محمد الى حجرة المكتب وبدأ يتحدث معه
عمر : ها يا مولانا....كلنا وارتحنا وكله تمام ...ايه بقى الشغل اللى هاشتغله؟
نظر اليه محمد طويلا وقال بهدوء : لقد كان استنتاجك صحيحا ... أنا حقا أعرف والدك
عمر بضجر : يا عم فضنا من دى سيره...مانا قلتلك مش عاوز أعرف حاجه
محمد : لا تريد أن تعرف أن أمك كانت أختى؟
عمر بذهول : أختك ؟؟....يعنى انت.....
محمد : نعم ...أنا خالك أخو أمك
عمر بتوتر محاولا التغلب عليه بضحكه ساخره : هأ هأ ...ايه؟؟ جرى ايه يا مولانا؟؟ انت هاتسوق فيها؟ خالى ايه وبتاع ايه؟
لا ...أنا محبش اللعبه دى...عاوز تلفنى بكلمتين وتبلعنى بلقمه واحده؟؟ لااااا دانتا ما تعرفنيش...دانا ابن سوق
يصمت محمد طويلا ..ثم يخرج من درج مكتبه صوره قديمه ويعطيها لعمر وهو يقول : انظر الى هذه الصوره وتأمل وجوه من فيها
تأمل عمر الصوره مليا ..ودهش تماما عندما وجد احدهم يشبهه كثيرا
رفع عينين ملؤهما التساؤل والحيره الى محمد
محمد بهدوء : هل لاحظت الشبه الكبير؟..انه هو
يهز عمر رأسه برفض وعناد وهو يقول : شوف ...أنا ممكن أصدق أى حاجه...ممكن حتى أصدق لو قلتلى انى ابن الدكتور صابر...انما اللى انت بتقوله ده ..مش ممكن يدخل دماغى أبدا
أنا لا ابن ده ..ولا أنا من البلد دى..أنا عمر ..عمر الديب
اقترب محمد منه وقال بتفهم : الدكتور صابر ليس والدك لكنه أنقذ حياتك ولم يكن باستطاعته أن يقول لخادمته أن اسمك
عمر ديساروف.....لم تكن لتستوعب ذلك أو يستوعبه أى من من حولها...لذلك أطلق عليك عمر الذئب
وضع محمد يده على كتف عمر بقوه ونظر فى عينيه مباشرة وهو يكمل : نعم ..أنت حقا ذئب ......ذئب شيشانى
اتسعت عينا عمر بخوف ...وسقط قلبه فى قدميه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:27 pm

(5)

لا........لا...... مستحيل

هتف الأسير بغضب : لن تنالوا ما تريدون أبدا

لن تستطيعوا العودة أبدا....سنسحقكم سحقا

لسنا وحدنا هذه المره...الجميع يؤيدوننا

القائد : نعم ...تحالف اللصوص الجبناء....أنتم تغضون الطرف عما يفعلونه هناك ...ليغضوا الطرف عما تفعلونه هنا

والمصلحه مشتركه......القضاء علينا

الأسير بتكبر وغرور : هل علمتم الآن أنكم أضعف منا بكثير

القائد بسخريه لاذعه : نعم ...كما كنا ...عندما حاصر القائد شامل سبعة آلاف من جنودكم فى جروزنى واضطررتم بعدها للخروج من أرضنا أذلاء صاغرين تحت مظلة المصالحه

نهض واقفا وهويكمل ببرود : فلتستمتع بقوتك فى سجننا أيها الجنرال وأنت تنتظر قادتك المغاوير ليبادلوك برجالى

رحل .......وتركه وراءه يغرق فى بحور من المشاعر المرتبكه والأعصاب المحترقه


.................................................. .........


مضت فتره طويله من الصمت ..الى أن استطاع عمر أخيرا أن ينطق : شـ ..شـ..شيشان !! أنا...من الشيشان؟؟

هز محمد رأسه وهو يقول : نعم أنت ابن خالد ديساروف أعظم مجاهد شيشانى عرفته فى حياتى كنت وأباك أصدقاء وأخوه فى الجهاد وأقارب أيضا ..فزوجته من أغلى انسانه على قلبى ..أختى خديجه

تنهد محمد بعمق وهو يقول : كان والدك طبيبا ..عرفنى على صديقه الطبيب صابر عبد التواب الذى جاء الى هنا فى بعثه طبيه تابعه للجنة الإغاثه الإنسانيه المصريه... استضافه خالد فى منزله عدة أشهر ..كنا كأعز الأصدقاء...حتى....

قامت القوات الروسيه بمهاجمة العاصمه ..جروزنى
استدعاه مدير البعثه الطبيه وأبلغه بموعد الرحيل ..عاد مسرعا ليودع خالد ....لكن................

اتسعت عينا عمر وقال متعجلا محمد ليعرف ما حدث : لكن ايه؟

محمد وقد كسا صوته حزن عميق : وجد البيت محطم وجميع من فيه قتلى...كان الجنود يبحثون عن أباك .. وقدر الله أن يكون موجود فى البيت

لكن ...سبحان الله ...استطاعت أمك أن تحميك ..أخفتك فى مخبأ لم يستطيع الجنود الوصول اليه

وعندما سمع الدكتور صابر صوت بكائك لم يدرى ماذا يفعل..؟

أخذك معه على متن الطائره المغادره..وأدخلك الى مصر بطريقه لا يعلمها أحد غيره

ويبدو أنه كان يعلم مسبقا أنه سوف يعتقل ...فتركك عند خادمته الأمينه

ضاقت عينا محمد بشك : ياسلام؟!!!!!!

وازاى عرفت انى سافرت على مصر؟؟

محمد : ترك لى الدكتور صابر رساله مع أحد معارفى الذين كانوا يرافقون البعثه الطبيه

محمد : وسبتونى 17 سنه؟؟؟؟

محمد : الإجتياح الروسى لم يترك أخضر ولا يابس....لقد غادر المجاهدون جروزنى ..تاركين كل شئ

ودارت معارك طاحنه لإستردادها...لم يكن باستطاعتنا ترك مواقعنا كجنود والذهاب لأى مكان...ولا يمكن أن نحضرك الى هنا وسط آتون الحرب المشتعله ...لقد كنت صغيرا للغايه....

ولكن الآن ..تغيرت الظروف ..أصبحت رجلا..وخرج الروس من جروزنى....وعادت الحياه تسير

ابتلع عمر ريقه بصعوبه وقال وهو عاقدا حاجبيه :

وانتوا عاوزين منى ايه دلوقتى؟؟أنا مش فاهم

محمد بود وهدوء : نحن أهلك ..يجب أن تعيش معنا هنا ..فى وطنك

نهض عمر بعنف وقال فى ثوره : فين؟؟ هنا؟ أنا..أعيش هنا؟؟

محمد بصرامه : لقد وافقت من قبل ...هل تذكر؟

عمر بانفعال : لاااااا ..دا كان زمان..لما كان فيه شغل وفلوس وميه بتجرى....انما انت عاوزنى أعيش هنا؟؟ فى البرد والتلج والحرب !!! وفى بلد ما اعرفهاش..وسط ناس ماعرفهمش ولا أعرف بيرطنوا بأنهى لسان !!

لا يا عم ..أنا مروح بلدنا ..ومتشكرين قوى على واجب الضيافه

محمد بغضب : هؤلاء هم أهلك ..وأنت منهم أنت هنا عزيز كريم بينهم

زفر بضيق وهو يكمل : أفهم تماما مشاعرك ...لقد ملء الوهن قلبك.. استسغت الحياه تحت الشمس الدافئه....واستطعمت الأمان والراحه وأصبحا همك الأكبر حتى لو ضحيت فى سبيلهما بنخوتك ورجولتك وابتلعت الذل والعار..لتنعم بالدنيا

ضغط أسنانه بقوه وهو يقول : لن ..أسمح ..لك ..أبدا

أهل هذه البلاد لا يتخلون عن أبناءهم مهما حدث

ينفعل عمر بشده : محروقه بلدكوا عاللى فيها...فاكرنى هاقعد هنا ...لاااا فايت هالكوا مخضره...أنا مش ابنكوا

أنا ابن (...) ...سامع...ابن (....)

فجأه ....اصطدم عمر باعصار غاضب عنيف

انقض محمد عليه بقبضته ليكسر أنفه ويسقطه أرضا بعنف

ويبدأ عمر بالصراخ والعويل فيزيد غضب محمد ويسحبه من ملابسه ويلكمه بعنف

يأتى كل من فى البيت على صوته لينقذوه من محمد

وتمسك زوجته بيديه لتمنعه من ضربه ويساعده مالك على النهوض

يقول محمد بغضب مخيف : اياك أن تنطق بهذه الكلمات أمامى

اياك أن تسب أباك أو أمك والا قتلتك

يستعيد بعضا من هدوءه ويكسو صوته الحزن وهو يقول :

لن تفهم أبدا ماذا يعنى أن تفقد أغلى الأصدقاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:28 pm

(6)
فى الأيام التاليه ...................
استقر الحال بعمر فى بيت خاله ولم تدخر العائله جهدا للإشعاره بأنه فى وطنه
كان الجميع يتعامل معه بلطف وحنان من أول السيده الطيبه زوجة محمد التى كانت تمرضه وترعاه ...ومالك الظريف الذى كان يحاول التخفيف عنه بكل وسيله.... الى زهره الرقيقه التى كانت تسأل عنه من وقت لآخر...حتى الصغير خالد ..كان يحبه
لكن عمر كان لديه شعور دائم بالغضب والتمرد تزداد حدته ويظهر جليا كلما رأى خاله محمد أو احتك به
دخل عمر حجرة المعيشه بخطوات ملوله بطيئه ..فوجد العائله كلها هناك..الأب والأم والصغيران يشاهدون التلفاز...مالك يجلس الى منضده فى أحد أركان الحجره يستذكر دروسه ..وزهره تجلس فى الركن الآخر تقرأ
اتجه عمر الى المنضده التى يجلس اليها مالك وجلس على مقعد أمامه
مالك : مرحبا عمر ...سأنهى دروسى وأخلو اليك حالا...كيف حال أنفك؟؟
عمر بغيظ : اسأل أبوك...ياااااااااسااااااتر(لايجوز قول ياساتر لأنها ليست اسما من اسماء الله عز وجل والصحيح ان نقول ياستير) ...ايه ده ؟؟
تصدق بالله ...أنا كلت علق بعدد شعر راسى...وانضربت كتير وقليل ...الا أبوك ..ده عليه ايد؟؟ مرزبه؟؟ شايلها ازاى ده ؟
يبتسم مالك بمرحه المعتاد : ان أبى مجاهد ...ويجيد فنون القتال
يزفر عمر بضيق وملل : اف ..ايه ده ...معندكوش هنا حاجه نتسلى بيها؟
مالك بمرح : اطلب أى شئ تريده
عمر بصوت خافت : معاك سيجاره ؟
مالك بدهشه : ماذا؟؟
عمر : سيجاره
مالك يبلع ريقه ويقول بصوت منخفض هو الآخر : لا...لا أحد هنا يدخن السجائر
عمر بتأفف : طب مافيش كوتشينه؟؟
مالك : ماذا قلت ؟؟...لا أظننى أستطيع فهم أغلب كلماتك
عمر بضيق : يابنى هو أنا بتكلم عبرى؟؟ كوتشينه يابنى ..كوتشينه...ورق ...ورق..
مالك يهز رأسه : نعم ...فهمت ..لا ...لا أحد هنا يلعب الورق
عمر : ياساتر (لايجوز قول ياساتر لأنها ليست اسما من اسماء الله عز وجل والصحيح ان نقول ياستير)...انتوا عايشين ازاى؟؟
مالك يبتسم : انتظر حتى أنهى ما فى يدى وسأجد ما يسلينا
مالك ببساطه : أحببت أن أنبهك ..أن زهرة ليست فتاة عاديه
ستفهم ذلك فيما بعد
عمر يجلس الى المنضده وينظر للكتاب الذى بين يدي زهرة:
....ايه ده؟؟...كل ده كتااااااااب؟
هى أختك بتذاكر ولا حد بينتقم منها؟؟
يبتسم ضاحكا : لا لقد أنهيت دروسها منذ قليل
عمر بدهشه : أمال بتعمل ايه بالكتاب ده؟؟
مالك : هذا كتاب تاريخ .....
عمر : بتقرى ده كله؟؟
مالك : لا....بل تحفظه
عمر بذهول : ليه ؟؟ مين اللى بيعذبها كده؟؟
يشير بابهامه خلفه بتساؤل دون أن يتكلم
مالك: لا ...ليس هو ...بل هى التى تريد ذلك ....تريد أن تشارك فى حفظ تاريخ هذا البلد
عمر ببلاهه : مش فاهم ؟؟ يعنى ايه تحفظ كتاب عشروميت صفحه؟..ايه اللى يزنقها على كده ؟؟
مالك بهدوء : لقد قاربت على الإنتهاء من حفظ ربعه
الأمر ليس صعبا كما تتصور ....هذا ان أردت أن تفعله
عمر : أيوه....لكن مش هو مكتوب فى الكتاب؟؟ بتحفظـه ليه؟؟
مالك : حتى تساعد فى انقاذه عندما يتكرر ما حدث فى الماضى
.................................................. ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:28 pm


انهم يحرقونها........
قال القائد بألم شديد وهو ينظر هناك بعيدا من خلال المنظار المكبر
ترك المنظار وجلس مستندا الى صخره وارتسم على وجهه الغضب ممزوجا بألم شديد
ردد ثانية : انهم يحرقونها....يحرقونها...

أحد المجاهدين : أصبحوا كالكلاب المسعوره منذ اختطفنا جنرالهم
القائد : سيدمرونها عن آخرها ان لم نتصرف بسرعه

يحرقونها أو يدمرونها ....انها لا تهمهم فى شئ
أحد المجاهدين : سوف يتوقفون قريبا ...
القائد بغضب : لا لن يتوقفوا الا عندما ترتوى نزعتهم الساديه لن أقف مكتوف الأيدى وأتركها تحترق
لن أتركهم يدمرونها
أبلغ كتيبة الأنصار بالإستعداد ...
ارتسمت فى عينيه نظره مرعبه وهو يكمل :
سيكون الرد مزلزلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:29 pm

مش فاااااهم ...قالها عمر بضجر شديد
مالى أنا ومال ايفان الرهيب والشيخ منصور ولا شامل ده كمان
تنهد مالك وفكر قليلا ثم قال : حسنا سأحاول أن أشرح لك بطريقه مختلفه
نحى الكتاب جانبا وأحضر رقعة شطرنج رص عليها القطع بطريقه معينه وعمر يراقبه باهتمام شديد
مالك : القطع البيضاء الكثيره تمثل روسيا ..والسوداء تمثل المقاومه الشيشانيه وهى على الرغم من قلتها العدديه أمام الأسلحه والإمكانيات الروسيه الا أنها لم تهدأ فى أى فتره من الفترات على مدار التاريخ
قدم قطعه سوداء للأمام وهو يقول : الشيخ منصور أوشورما وحد العشائر الشيشانيه
(جمع بيديه القطع السوداء كلها معا)
وأعلن الجهاد ضد الروس...لكنه هزم فى معركة نهر السونجا واعتقل ومات فى السجن عام 1793
(أسقط القطعه السوداء ثم أزاحـها من الرقعه وقدم قطعه أخرى)
ظهر الإمام شامل بعد ثلاثين عاما وأسس دوله اسلاميه فى الشيشان وداغستان

الإمام شامل

(رسم دائره وهمية بإصبعه حول القطع السوداء)
لكنها لم تمتد طويلا
(أسقط القطعةالثانية وازاحـها خارج الرقعة)
وقبض عليه أيضا
عمر بدهشه : ومات فى السجن ؟؟
مالك بجدية : لا...بل أعدم ....عام 1859 وبعدها بخمس سنوات فقط ...قام الروس بقتل 4000 شيشانى فى منطقة سالى محاولين اخماد الإنتفاضه ...لكن الإنتفاضه لم تهدأ أبدا
وعندما ظهر الحاج أذن (قدم قطعه جديده)لم تمض ثمانى سنوات حتى أعلن امارة شمال القوقاز
ولكن فى عام 1925 تم سحق الإنتفاضه وأعلنوا الحرب على الشيشان واتهموهم بالعصابات والإرهاب والتمرد
عمر بسخرية مريرة : بقى كل ده وماكانوش لسه أعلنوا الحرب؟؟!!!
وفى 1944 قامت قوات ستالين بابعاد قرابة مليون مسلم من ست جنسيات مختلفة الى وسط آسيا وكان نصفهم من الشيشان وداغستان
عمر بدهشة شديدة : ياااااااربنا!!! مليون!!ونقلوهم ازاى دول؟
تغيرت لهجة مالك وظهر الحزن عميقا فى صوته :
كانوا يقومون بشحن المواطنين داخل عربات الشحن بالسكك الحديديه ....لم يرحموا المرضى ولا العجزه كبار السن تاركين خلفهم كل ما يملكون من متاع وأغراض وأراض لتكون غنيمه للمستوطنين الروس القادمين الى الشيشان

ليس هذا وحسب... لقد مات نصف عدد المبعدين فى الطريق من وباء التيفوس نتيجة الإزدحام الرهيب فى عربات الشحن ..كما مات آخرون فى معسكرات العمل فى كازاخستان
نظر عمر حوله فوجد العائله كلها قد التفت حول المائده تستمع مالك وهو يحكى بأسلوبه الجذاب الشيق : وعاد الشيشانيون الى بلدهم عام 1957 ليجدوا أرضهم أصبحت ملكا لسكان جدد يشكلون ربع عدد سكان الشيشان .
تنهد عمر بعمق وهز رأسه غير مصدق : علشان كده أختك بتحفظ التاريخ؟؟
مالك: ليس هذا فقط ..هى أريد أن تكون من حراس التاريخ
الروس يحاولون باستماته طمس تاريخنا ففى حرب القوقاز الأولى قاموا بإلقاء كل المخطوطات فى بحيرة (كازن ـ ام) لكن القائد شامل أمر كل كبار رجال العشائر بإعادة كتابة التاريخ وما حدث حتى يورث للأجيال ثم حاولوها ثانية أثناء حملة الإبعاد لكننا أنقذنا مخطوطاتنا بأعجوبه
ولن يكفوا عن ذلك ...سوف يعودون مرة بعد مره ..لهذا لابد أن نستعد لهم...لابد أن نحافظ على تاريخنا بأرواحنا فهو الكنز الثمين الذى نورثه لأبناءنا وأحفادنا من بعدنا.ولن ندعهم يسلبونه منهم
أسند عمر ظهره الى المقعد وهو يتأمل رقعة الشطرنج بتفكير :
رموا الكتب فى البحر ؟؟ دا الروس ولا التتار؟؟
ابتسم مالك وقال : أظنك الآن قد بدأت تفهم
فى صباح يوم مشرق جميل خرج عمر الى الفناء على صوت مالك الشجى وهو يغنى أغنيه وهو يقطع الأخشاب
في ليلة مولد الذئب خرجنا إلي الدنـــــيا
وعند زئير الأسد في الصباح سمونا بأسمائــنا
وعندما شاهده مالك ..قطع أغنيته وحياه بحراره..اقترب منه عمر وقال : بتعمل ايه؟؟
مالك : أقطع الأخشاب واجهزها لأضعها فى المخزن للشتاء القادم
عمر : ليه يابنى كده ...انت غاوى شقا؟؟ ماانتوا عندكوا ولا 60 دفايه جوه ..اللى بالكهربا واللى بالغاز
مالك : اننا نفعل هذا كل عام .تحسبا لأى هجوم مباغت من الروس
عمر : يادى النيله.. أنا كان ايه اللى رمانى الرميه السوده دى
مالك : ان أول ما يضربونه هو شبكات الغاز والكهرباء والماء ليصيبوا الحياه فى البلد بالشلل ويتركونا نعانى من البرد ونقص الماء والكهرباء
عمر : ياساتر(لايجوز قول ياساتر لأنها ليست اسما من اسماء الله عز وجل والصحيح ان نقول ياستير) . ....همه عاوزين يعذبوكوا
مالك وعلى وجهه ابتسامه واسعه وبمنتهى الثقه :
لا................. بل يريدون افناءنا
لم يعلق عمر ...لكن أثر الصدمه ظهر على وجهه
مالك بمرح : هل تريد أن تجرب ؟
اقترب عمر منه وامسك بآلة تقطيع الأخشاب وحاول أن يقلد مالك لكنه لم يكن بمثل مهارته ..فأخفق مرتين
ضحك مالك بمرح وبدأ يعلمه كيف يقطع الأخشاب وقضيا وقت ممتع معا يحوطهما الود والمرح الذى كان يضفيه مالك بشخصيته المرحه اللذيذه
وبعد أن انتهيا ..إتجه مالك الى المخزن ليضع فيه الأخشاب ...أما عمر فقد جلس فى الفناء يتأمل الباب الخارجى ورأسه يمتلئ بأفكار كثيره
أعلم تماما ما يدور برأسك..
انتفض عمر عندما سمع الصوت الآتى من خلفه
محمد : مهما فعلت ..لن تستطيع الهرب
تقدم محمد وجلس بجانبه
عمر بضيق ساخر : ماكنتش عارف انى معتقل هنا
محمد بهدوء : على العكس ..أنت حر تماما ..تستطيع الذهاب الى أى مكان فى أى وقت ...ولكن....
خذ حذرك ..فالجو متوتر جدا هذه الأيام ولن يسرنى أن يعتقد الناس أن أحد أفراد عائلتى خائن أو جبان
ولن أستطيع الدفاع عنك اذا ما قرروا شنقك
جحظت عينا عمر ووضع يده حول عنقه وهو يبتلع ريقه بصعوبه
أكمل محمد بهدوء وهو يمد يده بمفاتيح السياره : اذا أردت الخروج فمن الأفضل أن تأخذ السياره..أنت تجيد القياده؟؟
أغلق عمر يده على المفاتيح وهو يهز رأسه بالإيجاب
قال محمد وهو ينهض : احرص على ألا يضيع منك الطريق
تركه ودخل الى المنزل
وظل عمر جالس يفكر فى كلماته لبعض الوقت
ثم نهض واتجه الى السياره وفتح بابها
عــــمـــــــر...
التفت خلفه فوجد مالك وزهره قادمان
مالك : هل ستخرج بالسياره ؟؟
هز رأسه بالإيجاب...فأكمل مالك : هلا أوصلتنا فى طريقك الى السوق ؟؟نحتاج لبعض المشتروات
وصلت السياره الى السوق
مالك : يمكنك الذهاب الى غايتك ...سنتدبر أمر العوده
عمر : أنا ماكنتش رايح فى حته ...هالف شويه أتفرج على السوق ونتقابل عند العربيه
افترق الثلاثه ...وسار عمر متمهلا واقترب من أحد البائعين يلتف حوله الناس ..وأخذ يتفرج على البضائع المعروضه لكنه مال على البضائع فأسقط بعضها فأخذ يلملم ما سقط بسرعه وهو يعتذر للبائع الذى لم يفهم منه شيئا وهو يرص بضاعته
سار عمر فى طريقه وعندما ابتعد عن البائع..وضع يده فى جيبه واطمأن على ما فيه وهو يبتسم بخبث : حلو...كلها 6 ,7 محافظ ونرجع على بلدنا...آل عمرديساروف آل
سار يصفر ويدندن :
وانا كل ماجول التوبه يا بويا..ترمينى الماجادير ياعين
عـــــــــمـــــــــــروف..
التفت خلفه ..فوجد مالك..قال ببساطة : أعطنى الحافظه التى وجدتها
عمر بارتباك : نعم؟؟أنهى حا ..حافظة؟
مالك: لقد رأيتك وانت تلتقطها........ من الأرض
قال الكلمه الأخيره بلهجه ذات مغذى خاص
نظر اليه لحظات بصمت ثم ضحك بمرح مفتعل وقال : آآآآآآه
شوف ازاى..دانا كنت لسه هادور على صاحبها علشان أرجعهاله
قال ببساطه وهو يبتسم : دع لى هذه المهمه ..سأقوم أنا بها حتى لا تقع فى مأزق
نظر اليه بدهشه واستنكار
أكمل مفسرا : اللغه ...لن تستطيع التفاهم معهم
هز رأسه ساهما كما لو كان غير مقتنع بتبريره وأعطاه الحافظه
فذهب ليعيدها وعندما عاد اليه قال : عمر ...ما رأيك أن أعلمك لغتنا حتى يكون سهل عليك أن تتفاهم مع من لا يتكلمون العربيه؟؟
عمر : مااااشى ...بس فيه حاجه أنا مستعجب لها !!
انتوا ازاى بتتكلموا عربى كده؟؟
مالك ببساطه وهو يسير فى السوق : : دخل الإسلام فى الشيشان سنة 23 ه فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب فى نفس وقت دخوله إلى مصر ولم يكن ذلك عن طريق التجار فقط بل كان من الفتوحات الإسلامية
ونحن ...
أهل هذه البلاد مستمسكون بإسلامنا بشكل لا يمكن أن تتخيله ...ونحترم بشده رموزنا الدينيه ونلتف دوما حولهم ....
ونحافظ على تقاليدنا وعاداتنا القوميه ولغتنا العربيه ولهذا نسعى دائما الى غرس العادات والتقاليد الإسلاميه فى نفوس أبناءنا ليشبوا رجالا ...
وهذا ما جعلنا نستطيع الصمود والمقاومه فى عصر ايفان الرهيب ..أول قياصرة روسيا
تنهد بحسره وقال : لقد مر علينا وقت كنا فيه لا نتكلم ولا نكتب الا العربيه....عندما أعلن الحاج أذن امارة شمال القوقاز و جعل اللغة العربيه ..هى اللغه الرسميه ..وتوعد بالعقاب كل من ينسى اللغة العربيه
ونحن نسعى باستمرار لبناء المدارس التى تعلم الدين واللغة العربيه ...وابى....لقد تعلم فى الأزهر..
عمر بدهشه : يانهار أبيض ...ايه ده؟؟؟ دا انت موسوعة
ولكن هذا لا يعنى أننا نفلح دائما......ففى بعض الفترات ...يكون الإحتلال طاغيا ....وأول ما يفعله هو محاولة القضاء على الدين
كما حدث ايام حملات الإبعاد....فعندما عاد المبعدون الى بلدهم ...
وجدوا الروس قد أغلقوا 800 مسجد وأكثر من 400 مدرسه لتعليم الدين واللغة العريبه ..وبعض المساجد حولوها الى مراقص يشربون فيها الخمر
عمر بصدمه : طب وانتوا عملتوا ايه؟؟
مالك بابتسامة أمل : أتدرى...ان ما حدث كان له أكبر الأثر فى تقوية الوازع الدينى للناس...وعادوا لإستكمال التعليم الدينى بشكل أقوى عن طريق الحلقات والدروس الخاصه
عمر بسخريه مريره : الدنيا دى غريبه قوى ....دا فيه ناس ...مش عاوزه تتعلم أصلا ..وناس بتدفع حياتها علشان تتعلم
مالك بفخر: ان تاريخ هذه البلاد غنى جدا بالجهاد والنضال من أجل الحفاظ على ديننا.......... وكانت..............
توقف مالك عن السير وظهر على وجهه تعبير غريب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:29 pm


عمر : ايه ؟؟فيه ايه؟؟ وقفت ليه؟؟

قال مالك بارتباك : لا...أدرى..؟؟ أظن... أظننى ..أشعر بشئ ما؟

عمر بتوتر: ايه ؟؟حصل ايه؟؟

نظر فجأه الى السماء ...وصرخ صرخة رهيبة :

احــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذر





احــــــــــــــــــــذاااااااااااااااااار



انهم يضربون فوقنا مباشرة بالمروحيات

صاح أحد المجاهدين وهو يجرى باحثا عن مكان يحتمى به من القصف الروسى الرهيب

قال زميله : أين القائد ؟؟؟...أنا لا أراه

الأول بدهشه :ماهذا ؟؟ ..ماذا يفعل ؟؟ هل فقد عقله...انه يسير فى منطقه مكشوفه تماما عجبا ..ألا يخشى على حياته

الثانى وهو يلهث من الإنفعال : نصحناه كثيرا لكنه يرفض دوما تجنب القصف القريب ..وحتى اذا ما أصيب ...لا يظهر ألمه أبدا

لم أر أحد فى مثل تهوره

الأول :انظر ؟؟ انه يواجه المروحيه بصدر عار ....ماذا يفعل ؟؟ لا ..لايمكن أن !!

صرخ بعنف : لاااااا ...سيقتلونه ..... سيقتلونه........

.................................................. ...

عندما صرخ مالك ...لم يتخيل عمر أبدا ما سيحدث بعدها

لقد سمع صوتا قويا مرعبا أصابه بالفزع .. وقف جامدا كالتمثال للحظات ..الا أن مالك دفعـه بقوه ..ليجرى ناجيا بحياته

فى اللحظة الأولى ..لم يفهم ماذا حدث...لكنه شاهد الناس يركضون مذعورين لا يعرفون الى أين يتجهون..منهم من يفر هربا بسيارته ومنهم من يختبئ يحسب أنه فى مكان آمن..وآخر يجمع بضاعته هربا من القصف ..وفى لحظات خلا السوق من الناس...وبينما عمر يجرى سمع صوتا ينادى عليه
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 617 في 463

التفت عمر ..فوجد مالك يجرى و قال : بسرعه .....الى الملجأ...يجب أن نصل الى الملجأ

لكنه توقف عندما شاهد سيده عجوز كانت تبيع فى السوق ...تحاول أن تجمع بضاعتها وتجرها وراءها وهى تفر من السوق هربا من الموت ..الا أن قدميها الضعيفتان وكبر سنها ..يعوقها

انطلق يجرى لمساعدتها ولم يدع له فرصه للإعتراض

قاد مالك عمر الى الملجأ الآمن من القصف ..

جلس عمر بجانب الحائط وهو فى حالة ذهول مما يحدث حوله

لم يشعر بمثل هذا الرعب فى حياته من قبل ....

هدأت الأصوات الرهيبه...وانتهى القصف ....وخرج عمر من الملجأ..ومع أول خطوه ...تراجع عمر للوراء بصدمه من هول ما رأى ...كان منظر الدمار الذى لحق بالمنطقه مروعا بحق ....

البيوت والمحال مهدمه والقتلى والجرحى فى كل مكان....

تقدم عمر ببطء وهو ينظر حوله بذهول تام .....

فجأه ............انتفض بشده وتسمر فى مكانه عندما وقعت عينه على جثة البائع الذى كان قد سرق حافظته منذ أقل من الساعه

كان الرجل ممددا على الأرض جثه هامده ...وملقاة بجانبه حافظة نقوده التى ر دها اليه مالك....مفتوحه ..والمال يخرج منها

لم يعرف ماذا يفعل ...لقد شل تفكيره وتجمدت مشاعره ...كان هذا الموقف من أقسى المواقف التى قابلها فى حياته

عـــــــمــــــــــــــــــر ..عــــــــــــمــــــــــــر..ساعدنى

افاق على صوت مالك.. التفت اليها فوجده منحنيا على الأرض يحاول اسعاف صبى صغير ينزف بغزاره

حمل معه الصبى واتجه الى حيث تركا السياره ...

عجبا ...السياره سليمه

اتجها بسرعه لمستشفى الأطفال ....وهناك...

أخذ منهما الطفل أحد الأطباء وكانت المستشفى كخلية نحل كبيره ..الكل يجرى ..وبدأ الجرحى بالتوافد بكثره ..لدرجة أن الأسره لم تكفى لكل المصابين ...فاضطروا لوضعهم على الأرض

وكان عمر من وقت لآخر ينظر الى مالك ويتعجب من قوة ثباته و تماسكه فى مواجهة هذا الموقف الرهيب ...بل ويجرى فى أرجاء المستشفى يساعد الممرضات ...وعندما طلب الأطباء ...دم ..كان أول المتبرعين عندها هب عمر وتطوع

كان هناك نقص كبير فى الأدويه والأطباء...وأعداد المصابين فى تزايد مستمر ....حتى أن بعضهم كان يموت قبل أن يستطيع الأطباء اسعافه...طلب مالك من عمر ..مرافقته لشراء الأدويه التى طلبها الأطباء ...وفى السياره ..كان رأس عمر يدور فيه سؤال لا يستطيع الخروج على لسانه .....





الـــــــــــــلـــــــــــه أكـــــــــــــبـــــــــر

الــــــــــــلـــــــــــه أكــــــــــــــبـــــــــر

لقد فعلها الذئب.....لقد فعلها البطل .....أسقطها بضربة واحده

التف المجاهدون حول القائد الذى وقف ثابتا ووجهه خالى من أى تعبير والمجاهدون يهنئونه بسعاده وهو شارد كعادته لا يرد الا بكلمة واحده ....الحمد لله

كان رأسه يسترجع تفاصيل ما حدث...عندما بدأ القصف الرهيب بالمروحيات والصواريخ

سارالى منطقه مكشوفه يحمل فوق كتفه مدفع من طرازR. B . J

رآه قائد احدى المروحيات وحيدا فظنه صيد سهل

مال بالمروحيه مقتربا منه ...لكن القائد لم يتحرك أبدا بل نزل على احدى ركبتيه وبمنتهى الصبر والثبات أخذ يضبط مدفعه على كتفه وقائد المروحيه يقترب وهو يضحك من ذلك المجنون المتهور الذى يواجه مروحيه وهو راكع على احدى ركبتيه ...فهو حتما لن يستطيع اصابة مروحيه حربيه تناور فى الهواء

صوب الطيار سلاحها الى القائد وهم بالضغط على الزر ....لكن القائد كان الأسبق .....أطلق مدفعه بمنتهى الثقه والثبات وفجر الطائره الى قطع صغيره مما جعل باقى المروحيات تهرب ظنا منهم أنه كمين

افاق القائد من شروده على أصوات زملائه وهم يهنئونه

وأنهى الموقف بكلمه واحده : وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى

استعدوا .. لقد كشف العدو موقعنا ...وسنضطر الى تغييره



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:30 pm




ألقى عمر برأسه المثقل بالهموم والآلام على وسادته بعد عودته الى المنزل وبعد أن انتهى أشد وأقسى يوم مر به فى حياته...

أخذ يحدق فى السقف وهو يشعر بألم الدنيا يجثم فوق صدره

ترك لدموعه العنان عندما اطمئن أنه وحيد و بعد أن ظلت دموعه حبيسه طوال اليوم ..

شيئا فشيئا تحولت قطرات الدموع الى أنهار وتحول البكاء الى نحيب ...لم يدرى كم مر عليه وهو يبكى ...حتى أطرقت يد حانيه على كتفه ....وسمع صوت مالك : عمر ...اهدأ يا عمر ...ما بك؟؟

كان مالك قد عاد الى المنزل فى وقت متأخربعد عودة عمر بمده طويله ..كاد فيها القلق عليه يقتل كل من فى المنزل ..خاصة ..أمه وعندما سألوه أين كان ...أجاب : كنت أساعد فى نقل الجرحى الى المستشفى العسكرى...أما الأب محمد ..فقد ترك المنزل منذ الهجوم الروسى.......ولم يعد

التفت عمر الى مالك وقال وهو يبكى : أنا ...أنا ..مش عاوز أفضل هنا ..أنا عاوز أرجع مصر ...أنا لازم أمشى ...مكانى مش هنا...

مالك بتعاطف : اهدأ يا عمر ..لقد مر كل شئ بسلام...أتريد أن تتركنا بعد أن أحببناك؟؟لقد كنت أعتبرك صديقى

عمر : مالك ...خرجنى من هنا..لو بتحبنى صحيح خرجنى من هنا

أنا مش عاوز أموت ...عاوز أرجع على مصر..ساعدنى ..لو صاحبى صحيح ساعدنى

مالك يفكر قليلا : ولكنى لا أعرف كيف أساعدك؟

عمر : فلوس ...عاوز فلوس ..علشان أقدر أرجع مصر

مالك يظهر على وجهه الإحباط الشديد : ليتنى أستطيع مساعدتك ..فما لدينا من مال لن يكفى لإعادتك الى مصر

عمر : ايه ؟؟ بس انتوا مش فقرا. وبعدين..ما أبوك راح مصر

قبل كده ...اشمعنى دلوقتى؟؟

مالك : لا أدرى ماذا أقول ...ولكن ..سأخبرك ...

منذ أن أعلن الرئيس جوهر دوداييف استقلال البلاد عن روسيا عام 1994 وهم يشنون علينا حربا شعواء ..استنزفتنا استنزافا...وحتى بعد اتفاقية المصالحه عام 96 والتى جعلتهم يخرجون بالفعل من أرضنا ..الا أنهم يخرقون بنود الإتفاقيه ويغيرون علينا من وقت لآخر كما رأيت اليوم...ولم يعترفوا باستقلالنا... كما يحاولون باستمرار اغتيال قادة الجهاد..ولم يسمحوا لنا بفتح مطار العاصمه..ومنعونا من التعامل مع العالم الخارجى حتى لا نتصرف فى مواردنا الطبيعيه من نفط وغاز

الرئيس جوهر دوداييف
عمر بضجر شديد : ياعم أنا مالى ومال الكلام ده..قاعد تبرم فى دماغى من الصبح بكلام مش فاهمه ...أنا عاوز فلوس أرجع بيها على مصر

مالك : هذا ما أحاول أن أقوله لك ...لم يعد الحال كما كان ..البلد كلها فى حالة ارتباك اقتصادى ..وما معنا من مال لن يكفى لإعادتك الى مصر

صمت قليلا ثم قال بعد تردد : لقد صرف أبى كل ماله لإحضارك الى هنا ..وليس هذا فحسب...لقد باع أرضنا واستدان ..ليدبر مصاريف رحلة الذهاب والعوده

قد ترى تصرفه غريبا.... لكنه شيشانى........

لهذا يقولون عندنا (من الصعب أن تكون رجلا شيشانيا لما فى ذلك من أعباء يجب على الرجال تحملها)

(من الصعب أن تكون رجلا شيشانيا)رجل شيشانى يصلى اثناء معارك جروزنى

ان أبى يضع مبادئه وعقيدته قبل نفسه وعائلته...

عمر بدهشه : ليه ....بيعمل كل ده ليه؟؟ وهو لا عمره شافنى ولا يعرفنى؟؟

مالك : ألم تدرك بعد ؟؟ لأنك ابن أخته وأعز أصدقاءه وليس هذا فحسب ..والدك أحد أبناء عمومتنا...لهذا لم يكن أبى ليتركك بعيدا عنا........فأنت أحد أفراد هذه العائله

عمر بدهشه : طب وانتوا....... ازاى سبتوه يبيع أرضكوا؟؟

مالك وهو يبتسم ابتسامته الودوده البشوشه : لقد أخذ رأينا فردا فردا ..حتى خالد الصغير ..وأجمعنا كلنا على ضرورة احضارك الى هنا لتعيش معنا

صمت عمر تماما ولم يستطع أن يرد لقد كانت الدهشه تملأه من هذه العائله الغريبه التى تضحى بمالها وتستدين من أجل شخص لاتعرفه ولم تره من قبل

وأدرك عمر أخيرا أن عودته الى مصر ستتأجل الى ماشاء الله

هذا اذا ما استطاع تدبير المال اللازم لرحلة العوده

مالك بود خالص : عمر ..لقد أحببتك كثيرا وأعتبرك صديقى ...

تنهد بأسى وهو يكمل : منذ استشهاد أخواى وأنا أشعر بوحده رهيبه ..لم يزيلها سوى وجودك..أحتاج لمن أتحدث معه ويسمعنى...وأبى..تغير كثيرا ولم يعد لديه وقت ليسمعنى

عمر بدهشه بعد ان استطاع مالك اخراجه من حالة الإنهيار :

هو انت كان ليك أخين ماتوا؟؟

هز مالك رأسه بالإيجاب وهو يقول : خالد وشامل استشهدا أثناء المقاومه أيام الحصار وقام أبى بدفنهما فى مقابر الأسره..بجوار أمى

قفز عمرجالسا على الفراش وقال بدهشة عارمه


ايه ؟؟أمك ؟؟

هى مش اللى جوه دى أمك ؟؟

مالك : لا ..انها زوجة أبى ..تزوجها بعد موت أمى

عمر : حاجه غريبه؟؟ بس دى حنينه عليكوا قوى ...دى كانت هاتتجنن عليك لما انت اتأخرت

مالك : بالطبع ..وأنا وزهره نحبها كثيرا ..فهى فى مكانة أمى

عمر ومازالت الدهشه تلفه : وأبوك برده هو اللى دفنها؟؟

مالك : نعم ........دعك من هذا الآن ..أريد أن أريك شيئا

نهض مالك من على فراش عمر واتجه الى فراشه وأخرج من تحته صندوق كبير أخرج منه مجموعة لوحات

مالك : انظر ...ما رأيك ؟؟ هل تعجبك؟؟

تأمل عمر اللوحات المرسومه وقال : انت اللى راسم ده؟؟

مالك بابتسامه واسعه : نعم ...هل هى جميله؟؟

عمر بدهشه وهو يتأمل فى اللوحات ويقلب فيها :

دى بيوت ؟؟ .... حلوه..بس شكلها غريب شويه

مالك يعود بظهره الى الوراء ويعقد كفيه خلف رأسه مستندا الى ظهرالفراش بجانب عمر وعينيه تسافران بعيدا وابتسامه حالمه تملأ وجهه : يوما ما ....سيكون لدىّ شركة معماريه كبيره.. وسأقوم بتصميم بيوت ستحدث انقلابا فى الطراز المعمارى فى القوقاز

عمر وهو ينظر اليه بدهشه : الله يخرب بيتك ...دانتوا عيله عاوزه المرستان.. انت مش داريان احنا كنا فين النهارده؟؟

وسط الموت ...بين الجثث والأنقاض...وانت بتحلم انك تبنى بيوت

ابنى يا خويا ابنى ...وبصاروخ واحد يطربقوهالك على اللى فيها

مالك ببساطه شديده : يدمروها ..سأبنى غيرها

عمر : ياساتر لايجوز قول ياساتر لأنها ليست اسما من اسماء الله عز وجل والصحيح ان نقول ياستير). عليك ...دانت كلح ..ايه يله البرود اللى انت فيه ده؟

اعتدل مالك وقال بحماس : أنت لا تفهم ..فعندما أصمم بيتا أكون معجبا به ولكن بعد فتره ...أمله وأصمم أجمل منه فأنا أعشق التجديد ..وعندما أستطيع أن أحول تلك الرسومات الى حقيقه ستكون فرصه حقيقيه لإثبات مهارتى فى التجديد والإبتكار

عمر : ياعينى عالفلسفه..ودا ايه ده كمان ؟؟ ده جامع ؟؟

ايه ده؟؟ انت عامل له صحن ؟

مالك : نعم ...يذهلنى كثيرا الطراز القديم فى المساجد ..وخاصة المساجد المصريه ذات السقف المكشوف ..من أروع الأشياء أن يصلى الإنسان تحت النجوم ..وضوء القمر الهادئ الرقيق يملأ القلب نورا ...واذا ما أحب الجلوس فى المسجد للإعتكاف والتأمل يقلب وجهه فى السماء يتفكر فى خلق الله...انظر ..لدى كتاب هنا عن المساجد المصريه انظر مسجد عمرو بن العاص ومسجد طولون ...انه رائع ...الوحيد الذى له مئذنه بسلم خارجى

تصميمه المعمارى مذهل..ومسجد محمد على شديد الروعه

عمر : ياعم مانا عارف كل ده...وعايش طول عمرىوسط الحاجات دى ..بس المساجد دى كلها ليها صحن ..يعنى مكشوفه ..ودى بقى ماتنفعش عندكوا هنا وسط السقعه والتلج

مالك بحماس : وهذا هو التحدى الحقيقى أن آخذ الفكره وأطورها وأبتكر فيها وأجعلها تتناسب مع بيئتنا...أتعلم؟؟..فكرت أن أغطيها بقبه زجاجيه

عمر : والله انت مجنون وهاتجننى معاك بقى بتحلم انك تبنى مساجد والبلد فى حرب؟؟

مالك وهو ينظر بعيدا ويقول بعزم : يوما ما ...سأبتكر ماده مضاده للقنابل والصواريخ..وتتحمل أقسى الظروف ..وسأبنى بها المساجد فهم أول ما يستهدفون ..المساجد

نظرعمر الى مالك بصمت وذهول وهو يفكر فى شخصيته العجيبه التى تتحدى الدمار والموت بكل هذا الأمل والتفاؤل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:30 pm


أخيرا عاد محمد الى أسرته وبيته بعد عدة أشهر قضاها فى معسكرات المجاهدين ...نظر محمد الى مالك وزهره وعمر وكأنما يراهم لأول مره ..لم يكن يصدق أنهم نجوا من تلك المذبحه الرهيبه فى العاصمه...هناك ..حيث أطلقت القوات الروسيه صواريخ بعيدة المدى وقصفت الطائرات بقذائفها على المدنيين

وكانت الصواريخ تستهدف البيوت والمناطق المحيطه بالمستشفيات ..وقتل من جراء هذا القصف مائه من المدنيين وجرح مائتان بعضهم مات لخطورة الإصابه وقلة الدواء..ودمرت عشرات البيوت وعدة سيارات

ولقد اتجه محمد الى معسكرات المجاهدين فور علمه بالقصف وحتى قبل أن يطمئن على أولاده ..ليدبر معهم طريقه للرد على تلك الضربة الروسيه الوحشيه الغادره

طوال مدة غياب محمد لم يكن عمر يعمل شئ سوى التفكير ....

التفكير فى كل ما يدورحوله

عجبا ...لقد ضبط نفسه يفكر..لأول مره يفكر بهذه الطريقه وهذا العمق ..لم تكن حياته السابقه تعتمد على التفكير ..بل لم يكن لعقله أى دخل فى مسار حياته منذ ولادته ..وكان يتعامل مع عقله وكأنه غير موجود ..أو أنه عضو غير قابل للعمل ويترك لجوارحه العمل دون أدنى تدخل من عقله



كانت شخصية محمد الغريبه تثير فضوله بشده وتدفعه دفعا للتفكير فيها حتى وهو بعيد..... وبرغم حنقه الشديد عليه وغضبه منه

الا أنه كان ينظر اليه على أنه رجل عجيب ..أتى من زمن آخر ..أو من عالم آخر...رجل يضحى بأى شئ وكل شئ بلا مقابل

والأم الصابره التى لا تشكو أبدا برغم ثقل المسؤليه وضيق الحال على الجميع وبرغم ترك زوجها لها لفترات طويله..لكنها تقف صامده ..تحمل البيت بلا كلل ..تربى أبناءها وابناء زوجها بكل حب واخلاص

أما مالك..فهو يصيبه دوما بالجنون...هو الوجه الآخر لشخصية والده فهو عكسه تماما ..متفائل لأبعد الحدود ..ضحوك دائما ينثر المرح فى كل مكان حوله.. لايكف عن الغناء فى أى وقت

وزهرة الرقيقه الهادئه...عجيبه أخرى من العجائب...تحمل عقلا أكبر بكثير من سنوات عمرها ولديها قدره عجيبه على التأثير فى الآخرين واقناعهم

وهى التى استطاعت اقناع عمر بتعلم لغة البلد وفى خلال عدة أشهر استطاع عمر اتقان اللغه الشيشانيه بشكل لا بأس به

وكذلك بعض كلمات من اللغه الروسيه التى كانت تتقنها زهرة بمهاره

وعندما انتهت الدراسه وبدأت العطله ..كان عمر يقضى معظم وقته بصحبة مالك وأصبح لدى مالك المزيد من الوقت ليعلم عمر الكثير عن الشيشان وتاريخها

كان عمر يجلس شاردا عندما سألـه مالك : فيم تفكر؟؟

عمر: أبوك ده غريب قوى..

مالك : لماذا؟

عمر : والله مانا عارف..دا مجاهد ولا تاجر ولا امام جامع ولامدرس عربى

ابتسم مالك وقال : انه كل هؤلاء..فهو فى الحرب مجاهد ..وعند الصلاة امام وهو تاجر يكسب قوته من عمله وهو معلم اللغة العربية لمن لا يعرفها

الصلاة أثناء الحرب

وبين الانقاض

عمر : وازاى يمشى كده من غير مايقول هو رايح فين..من غير حتى ما يطمن عليكوا

مالك ببساطته المعهوده وابتسامته البشوشه :

لقد اعتدنا ذلك .. فى المرة السابقه غادر دون أن يخبر أحدا ..وغاب عنا عام كامل... انه لا يتأخر أبدا عن الجهاد ..انه شجاع جدا..لقد تربى فى أحضان الذئاب

عمر بدهشه : نعم ؟؟ يعنى ايه؟؟

يضحك مالك : انه تعبير دارج لدينا نقوله اذا ما أردنا أن نصف أحد ما بالشجاعه

أكمل بفخر : الشيشانيون مقاتلون أشداء أقوياء شجعان وشجاعتهم مقرونه بنبل أخلاقهم

عمر : وايه الفايده من دا كله ؟؟ هاتقدروا تغلبوا الروس؟؟ دول أقوى منكوا بكتير..مافيش حل للحرب دى الا انكوا تستسلموا

أطرق مالك يفكر بعمق : أفهم تماما ما تعنى...

هل تعلم لم اخترنا الذئب رمزا لنا؟؟

هز عمر رأسه بالنفى ..فأكمل :

الذئب ليس أقوى الحيوانات لكنه من وجهة نظرنا الأنبل..فهو لا يقاتل الا الأقوياء ...ليس كالأسد والنمر الذى يفترس الضعفاء

لذلك اذا ما أردنا وصف أحدهم بالشجاعه ..نطلق عليه ذئبا

بدا على وجهه عدم الإقتناع فقال :

مازلت لا تصدق ؟؟

هل تذكر ما قلته لك عن معسكرات الإبعاد الجماعى والسجون فى وسط آسيا؟؟

برغم قسوة الظروف وقتها وذل الأسر والنفى ..الا أن شيشانيا واحدا لم يخضع للحكم الروسى ..بل انهم كانوا يظهرون دائما عداءهم للروس بمنتهى الشجاعه...ليس هذا كلامى....بل كلام الكاتب الروسى سولجنستين الذى عاصر ما فعله ستالين بالشيشان

اننا قد نهزم ...لكننا لا نستسلم أبدا...فالحريه لدينا أغلى من أى شئ فى الحياه..وذلك بشهادة الروس أنفسهم


مالك : قرأت مره عن مخطوط روسى شهير عمره أكثر من مائه وثمانين عاما وهو عباره عن رساله بعث بها الجنرال روس أرمولوف الى قيصر الكريملين ألكسندر الأول عام 1818 يبرر فيها سبب الخسائر الكبيره للقوات الروسيه ضد الشيشان ..ويتعهد بأنه سوف يبيدهم عن آخرهم

(( وأؤكد لكم يا فخامة القيصر العظيم أنه لن يرتاح لى بال طالما بقى شيشانى واحد على قيد الحياه..لأن هذا الشعب المشئوم بإمكانه تحريك روح الثورة واشعال شرارة الحرية حتى بين أكثر الناس تفانيا واخلاصا للإمبراطورية الروسيه وربما داخل الكريملين ذاته ))

عمر ....نحن نؤمن تماما أننا سننتصر...وان لم يكن نحن بأنفسنا ..فمن بعدنا.....لكننا فى النهايه .......سننتصر

ظل عمر يحدق به فتره كالتمثال...وكأن كلماته الواثقه ..قد اخترقته اختراقا

فى تلك اللحظه ...دخل عليهم خالد الصغير وقال : مالك ...عمر ...أبى يريدكما



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:31 pm


نعم......!!!!!!!!!!

هب عمر من مقعده صارخا بدهشة وغضب مقاطعا محمدالجالس

أمامه تماما : بقى انت جايبنى هنا عشان كده؟عاوز تزود عدد

جيشكم نفر!

عاوزنى أحارب معاكوا؟

دانا مدخلتش الجيش فى مصر, هادخله هنا!!

عاوزنى أموت؟

قال محمد وهو يحاول الإحتفاظ بهدوءه : ليس الأمر هكذا ...انه

مجرد معسكر تدريبى للتدريب على فنون القتال واستعمال

الأسلحه كماأنك لن تكون وحيدا...سيكون معك مالك...المفروض

أن تفرح لأنك ستصبح رجلا...

عمر بانفعال وهو يشيح بيديه: لا لا الكلام الكبير ده مايجبش

معايا أنا.....

أنا لا هاروح معسكرات, ولا هاتدرب, ولا هاحارب, ولا ليا دعوة

بالموال ده كله

قال محمد وقد بدا الغضب واضحا فى صوته : أمازلت حقا

لاتصدق أنك من أهل هذه البلد؟؟قرب وجهه من وجه عمر

وهويقول بصرامه : أنت ذئب شيشانى ولا بد أن تعيش كالذئاب..

لايغرنك أننا الآن فى حالة هدوء نسبى مع الروس, ففى لحظة

واحدة قد يتحول ذلك الهدوء الى جحيم مستعر

لقد بدأت تظهر نواياهم الخبيثة ومايبيتونه لنا

الم ترى بعينيك مافعلوه بنا ؟

هذه البلاد فى حالة حرب وكل أبناءها القادرين على حمل السلاح

يجب أن يكونوا مستعدين للدفاع عنها فى أى وقت كما أنك لن

تحارب..انه معسكر تدريبى

ستذهب للتدريب على القتال ..لاا لحرب عمر وقد استشاط غضبا

: لو كنت عارف من الأول انك جايبنى هنا عشان ترمينى فى

الحرب ..ماكنتش جيت

اييييييه..انت عاوز منى ايه؟

عاوز تنتقم منى ليه؟ عملتلك ايه؟

.أنا مش هاحارب ...مش عاوز أموت... مش عاوزأموت...

قال محمد بصوت كالرعد والغضب يقطر من كلماته :

كن رجلا وتحدث كالرجال..أنا لا أفعل هذا بسبب عداء شخصى

بينى وبينك فإبنى سيذهب قبلك...أنا أريد أن أصنع منك رجلا ...

كل انسان هنا مسئول عن هذه البلد ..فهى أمانة فى أعناقنا

سيسألنا الله عنها ..لابد أن ندافع عنها حتى آخر قطرة دم فى

عروقنا وحتى آخر رجل منا

عمر بعناد شديد : أنا مش من البلد دى, ومش ممكن هاعيش هنا

ابدا...أنا راجع مصر ومش هاتقدر تمنعنى...أنا راجع, راجع ..

تفجر محمد بالغضب وهم أن يهجم على عمر ...

لكن زهرة التى أتت مسرعة من الحجرة المجاورة على صوت

النقاش الحاد وقفت أمامه وحالت بينه وبين عمر وهى تقول

برجاء :

أبى أرجوك ...هل تسمح لى بكلمه؟أكملت بسرعة دون انتظار

رده: لا يمكننا اجباره على الذهاب للمعسكر دون ارادته, لقد تربى

فى بيئة غير بيئتنا وهو غير مؤهل نفسيا ولاجسمانيا ليعيش

حياتنا, كما أن قضيتنا مازالت بعيدة تماما عن تفكيره

الأب بعناد وهو ينظر فى عينى عمر بقوة : عندما يعيش بين

المجاهدين سيتربى ويتعلم كيف يكون رجلا

زهرة : أبى ....انه غير مستعد نفسيا لفكرة الجهاد ... مشاعره

غير مؤهله لإستيعاب الأمر والإيمان بالقضيه لو ذهب الى هناك

الآن بالتأكيد سيفشل صمت الأب طويلا ..وأطال النظر فى عينى

زهرةالجميلتين وهو يفكر بعمق ...

أما عمر ..فقد ظل ينقل عينيه بينهما وبداخله بركان يغلى

بمشاعركثيره متناقضه بعد قليل ...لان وجه محمد ونظر الى

عمر وقال بصرامه حسنا ... فليذهب مالك وحده ..ولتبق أنت هنا

....وحدك...حتى تتعلم كيف تكون رجلا لم يدر عمر لم لم

يفرح؟؟ رغم أن هذا هو ما كان يريده...بل العكس ..لقد أصابه

كلام محمد بصدمة ....أو كلام زهرة ..؟؟لم يدرى أيهما أثاره

أكثر...حتى عندما ذهب مع مالك الى حجرتهما, كان صامتا تماما

ومالك يتحدث بحماس وهو يجمع أغراضه ويستعد للذهاب

للمعسكر : أتعلم ...أنا سعيد لأنك ستبقى هنا...

أول الأمر شعرت بالضيق, لأننى سأكون وحيدا هناك, لكنى

أدركت أهمية وجودك هنا, فأنا لن أكون موجودا ..

وأبى ..ربما اضطرته الظروف للرحيل كما حدث من قبل...

فمن سيعتنى بأمى واخوتى ؟؟ أوصيك بهم خيرا ...

ان وجود رجل فى البيت فى مثل هذه الظروف التى تمر بها البلاد

أمر ضرورىرجل ..!!!!!!!!!

رنت الكلمه بقوة فى أذن عمر وكأنه يسمعها لأول مرة وقضى

عمر الليلة وهو يتقلب فى فراش من الشوك..

لا يدرى ما الذى أصابه ....

كانت كلمات محمد وزهرة تدور فى رأسه وتمنعه من النوم..

ما الذى دهاه ؟؟.. ولماذا يشعر بكل هذاالضيق ولماذا تأثر بهذه

الكلمات رغم أنه سمع مثلها بل وأكثر منها من قبل....

شعر بجسده يكاد ينصهر من الحرارة, وروحه

تكاد تزهق من الإختناق, دفع الغطاء بضيق وهب جالسا فى

فراشه..

مسح بعض حبات العرق عن جبينه وهويفكرأخذ نفس عميق

وغادر الفراش وبخطوات خفيفة اتجه الى حجرة المعيشه ...

سمع صوت محمد وهو يترنم بآيات القرآن الكريم بصوته الندى

الجميل....اقترب منه وهو يصلى فى خشوع, وألقى بنظره الى

الساعة المعلقه على الحائط, كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل

بكثير ...

ظل يدور فى أرجاء الغرفة بنفاذ صبر منتظرا أنينهى محمد

صلاته عندما انتهى محمد من الصلاة, اقترب منه عمروقال بتردد :
أنا ...أنا ..عاوز أروح مع مالك ..

التفت محمد اليه وتنهد وهو يهز رأسه : أتظن أن هذا هو الوقت

المناسب لإدعاء الشجاعه؟؟

عمر بغضب : لا ...أنا مش جبان, دانا بعون الله كنت بقفل

شوارع فى مصر وأبيتهم من المغرب

خفض رأسه وتردد قليلا وهو يكمل : أنا...أنا ..رايح المعسكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:32 pm

فى الطريق الى المعسكر.........




شعر عمر بندم شديد وتمنى لو لم يكن استسلم لغضبه وشعوره بالإهانه
من كلمات محمد ...وزهرة على وجه الخصوص وخوفه من أن تظنه جبانا


عمر لم أنت شارد هكذا؟؟


التفت الى مالك الجالس بجواره فى السيارة حاملة الجنود التى تقلهما مع


مجموعة كبيرة من أقرانهما الى المعسكر الذى سيقضيان فيه فترة التدريب

وقال بشرود : مش عارف يا أخى..حاسس كده بحاجه غريبة, زى ما أكون


كلت قفا جامد قوى


مالك بدهشه : ماذا؟؟عمر : قصدى ..زى ما يكون حد ادانى شلوط , أو



مقلب حرامية


نظر الى مالك والدهشة والذهول على وجهه, ففسر قائلا : يعنى, زى



ماتقول كده حد ضحك عليا, خدنى على خوانه


قولى بصراحة..هى أختك زهرة كانت تقصد ايه بالكلام اللى قالته لأبوك؟

مالك ببساطه : أظنها كانت تريد أن تخلصك من الموقف وتبعدك عن غضب



أبى.



زهرة هى الإنسان الوحيد القادر على اقناع أبى واذابة غضبه فى لحظات



قليله..فهو يحبها أكثر من أى شئ آخر فى العالم


عمر يتنهد بضيق : كانت تقصد كده صحيح؟


ولا كانت بتستفزنى علشان أعمل اللى أبوك عاوزه؟

ضحك مالك بمرح : ليس هذاببعيد ..فزهرة الجبل تخفى فى رأسها أكثر



بكثير مما تبديه, كما أنها يمكن أن توصلك ببساطة وهدوء الى الجنون,



كما كانت تفعل معى ونحن صغار


عمر بدهشه : بتقول ايه؟؟ زهرة الجبل ؟؟ اسمها زهرة الجبل؟؟هز مالك



رأسه بالإيجاب وهو يبتسم عمر : وده اسم ده؟؟ ..اسم غريب قوى...

مالك وهو يضحك: ألا تعلم ؟؟ ان أجمل وأندرالزهور هى التى تنبت فى



أحضان الجبل وفوق القمم, وهى تمتاز بقوة تحمل لا مثيل لها, فهى تقاوم



الرياح والثلوج وتتغلب على قسوةالشتاء ثم تعود لتتجدد فيها الحياة مرة



أخرى,


انها مثال رائع على تجدد الحياة والصمود فى وجه أقسى الظروف



كان مالك يتحدث بحماس شديد وهو يرسم بقلمه على ورقة صغيرة



أخرجها من جيبه, وبعد أن انتهى ..ناول الورقه لعمر الذى ما ان نظر فيها



حتى أصابته دهشة شديدة...


لقد كانت تحمل رسما تخطيطيا لزهرة نادرة شديدة الجمال والروعه



تأمل الزهرة طويلا ثم نظر الى مالك وهز رأسه وابتسم بعجب



......................................
لم يستطع عمر اغماض جفنه لحظة واحده فى أول ليلة له فى المعسكر من



شدة البرد. كان البرد قارسا بصورة لم يشهد لها مثيل وكان ينام هو ومالك


داخل خيمة فى المعسكر مع أربعة آخرين ولم تفلح الأغطية الثقيلة فى



التخفيف من بعض ما يشعر به من البرد أخذ يتقلب يمينا ويسارا لعله



يشعر ببعض الدفء,وعندما يأس انتفض من فراشه وأخذ يهز مالك حتى



استيقظ



وقال له بعصبية : مالك . قوم يله, قوم..خلاص, مش قادر أستحمل


البرد عندكوا هنا شنيع


مالك بصوت منخفض : اهدأ ياعمر حتى لا يستيقظ الجميع ..لا تقلق بعد



يومين على الأكثر ستعتاد الجو . قد يكون الشتاء هنا قاسيا لكنه يمر كما



تمر بقية الفصول



عمر يعلو صوته بغيظ : تعرف انك بارد وسمج زى جو بلدكوا تمام


أمسك عمر بالوسادة والقاها على وجه مالك الذىرد عليه بدوره ورماه



بالوسادة فخفض عمر رأسه وتفاداها لتسقط خلفه وهو يقول بصوت عالى



: نام, نام يابارد ياكلح ياسمج


لكنه صمت تماما عندما وجد الذعر قد ارتسم على وجه مالك .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:32 pm

ثم انتفض

بشده على صوت زئير قادم من خلفه فاستدار بسرعه ليجد خلفه تماما



عملاق ضخم أشبه فى حجمه بالغوريلا الا انه أبيض



انكمش عمر وارتد للوراء حتى سقط على فراش مالك وهو يسمع العملاق


يزأر من جديد ويتكلم بغضب بالشيشانيه


مالك يهمس له : انه يسأل من أِيقظه من نومه


همس فى أذنه بخوف : أنا هاقتل الجبان اللى دعك المصباح

مالك : أِىمصباح؟

عمر : مصباح علاء الدين ..هو مش كان نايم فيه؟

مالك : لا .أعتقد أنه جبل جليدى انزلق حتى وصل الى هنا

عمر بتعجب : وله, هو كان طويل قوى كده بالنهار؟

مالك : أظن أنه اتحد مع ظله ضدنا


فزع الإثنان عندما صرخ المارد بغضب وحمل عمرمن ملابسه بيد واحده .

وحاول مالك الدفاع عنه فأمسك بذراع الماردالأخرىلكن المارد حرك ذراعه

فسقط مالك أرضا, ثم حمل عمر لأعلى بيديه وقذفه خارج الخيمة ليسقط



على ظهره بعنف متألما وقبل ان يقوم رأىجسد مالك طائرا فى الهواء

ليسقط فوقه تماما,ويصرخ عمر من الألم


رفع مالك رأسه وهو يتأوه بشدة ثم ابتسم بغيظ شديد وقال : لم تستطع ان

تتحمل النوم داخل الخيمة تحت الأغطيه الثقيله!!! ابتسم ...ستنام الآن فى

العراء

عمر بغضب وهو ينهض بسرعه ويتجه الى الخيمه : لاااا, أنا ما اتاكلش

قونطه

عليا النعمه لأبات جوه غصبن عن حبة عينه

ودخل الى الخيمة وهو غاضب وبعد قليل سمع مالك صوته وهو يصرخ


آآآآآآآآآه ثم رآه قادم اليه طائرا وسقط بجواره تماما


قضى عمر ومالك الليل سائرين أمام الخيمة ذهابا وايابا حتى لا يتجمدا من


شدة البرد, ولم يكف عمر لحظة واحدة عن السباب واللعن لهذا المارد

الذى اجبرهما على قضاء الليل فى العراء فى هذا الجوالقاتل وفجأه قرر

عمر ان يغادر المعسكر وحاول مالك ان يمنعه لكن عمر استطاع بالفعل

خداعه والهرب منه وتسلل الى خارج المعسكر دون ان يراه أحد سار عمر

لمدة طويلة حتى بدأ ضوء النهار يلوح فى الأفق

وفجأه سمع من ينادى عليه


التفت فوجده مالك فهتف بغضب : ايه اللى

جابك ورايا؟

مالك وهو يلهث : وعدت أبى أن أعتنى بك وأرعاك ..فأنت لا تعرف هذه

البلاد جيدا عمر وهو يجد فى السير بخطوات واسعه : صح, مش عارفها,

علشان كده هارجع للبلد اللى عارفها

انا راجع على مصر ....مالك وهو يجرى خلفه : هل جننت؟ كيف ستعود

وليس معك مال ولا تعرف الطريق ..توقف يا عمر ..لو بقيت تسير هكذا

لوصلت الى الحدود الداغستانيه

عمر وهو لا يتوقف عن السير : مايهمنيش

مالك : ولكنها تحت الإحتلال الروسى. سيمسكون بك

عمر : أحسن ما أقعد فى التلاجه دى ..مش ممكن هافضل يوم واحد تانى

فى المكان الزباله ده

التفت له بغضب وهو مازال يسير بسرعه : وابعد عنى ..اياك تيجى ورايا

جذبه مالك من كتفه وصرخ فيه بغضب : توقف . نحن قريبون من الحدود.

لن أدعك تذهب اليهم . سيقتلونك

دفعه عمر بكفيه بقسوة فى صدره وهو يقول بغضب : مالكش دعوة بيا,

ابعدعنى وارجع لأهلك . أنا مش منكم .فاهم؟اياك تيجى ورايا

أمسكه مالك من ملابسه وجذبه بغضب وقال : بل أنت تعنينى تماما فأنت

ابن عمتى واوصانى ابى ان أرعا

يضرب عمر ساعديه بقبضتيه ويجبره على ترك ملابسه وهويقول بغضب :

مش عاوز منك حاجه لأنت ولا أبوك .

أنا ماشى, وبحذرك تانى, اياك تيجى ورايا

يلكمه مالك فى فكه بغضب وهو يقول : أيها المجنون . أتريد أن تسقط فى

يد الأعداء؟

يشتبك معه عمر فى معركه بالأيدى ويكيل له اللكمات وهو يصرخ : أنا حر

.ان شالله أروح جهنم, مالكش دعوة

يتوقف مالك عن ضربه ويظهر على وجهه الحزن والغضب الشديد وهو

يقول : اذا فأنت تريد أن تذهب الى الروس

يدفعه فى صدره بكفيه فى ضيق وهو يصرخ : فلتذهب . وليقتلوك .لن

أحزن ولن أهتم لأمرك. ولكن اياك أن تخبرهم أنك ابن خالد ديساروف .

لأنهم ان علموا فسيذيقونك العذاب ألوانا

أنت بالنسبة لهم غنيمه

عمر بتحدى : أنا مش ابنه, ارتحت

عقد مالك حاجبيه بغضب وظهر على وجهه الإشمئزاز واستدار ورحل فى

صمت

أما عمر فقد أكمل طريقه وحيدا وظل يسير على أرض جبليه غير ممهده


حتى كلت قدماه وأضناه التعب


تجمد فجأه فى مكانه عندما سمع صوت خشن يقول بالروسيه التى علمته


زهرة الكثير من كلماتها : توقف ..والا أطلقت النار

التفت ببطء صوب الصوت فوجد جنديا روسيا يصوب سلاحه اليه فرفع

يديه ببطء ووضعهما فوق رأسه وسقط قلبه بين قدميه عندما سمع صوت

السلاح وهو يجهز للإطلاق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:33 pm



سيدى القائد ..لقد أسر الذئب

انتفض القائد الكبير من مكانه وصرخ بذهول : ماذا؟ كيف حدث

ذلك

أحمد بحزن : كنا فى طريقنا الى موقع العمليه, واعترضتنا كتيبه

روسيه للمشاه كان يبدو أنهم قادمون من أجلنا ..وأدركنا أن

خبر العمليه قد تسرب اليهم بطريقة ما وكادوا يطوقوننا من

الخلف

لولا الذئب الذى استطاع أن يتسلل بمهاره واخترق الحصار

وصعد فوق الجبل وأمطرهم بوابل من النيران فظنوا أنه كتيبه

كامله تهاجمهم فاتجهوا اليه واستطعنا التخلص من حصارهم

وحاولنا انقاذه فلم نستطع لأن قوات الإمداد قد وصلتهم,

وحاصروا الذئب




لكنهم لم يستطيعوا التقدم الا عندما نفذت ذخيرته ورأيناهم وهم

يأسرونه وأرسلنا اثنين منا خلفهم ليراقبوهم ويعرفوا الى أين

أخذوه

القائد الكبير بجزع : لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم

لابد أن نخلصه من أيديهم قبل أن يقتلوه ..اجمع لى قادة الكتائب

الآن وأخبر كتيبة الأنصار بالإستعداد

جلس القائد الكبير وسط قادة الكتائب وأخذ يتشاور معهم فى

الأمر
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 768 في 576

أحد القاده: ستكون مهمة تخليصه من أيديهم شديدة الصعوبه

فالقاعدة التى نقلوه اليها عسيرة الإقتحام ولا شك أنهم قد شددوا

عليه الحراسه

القائد الكبير يقول بعد صمت : لا يمكن أن نتركه بين أيديهم ..

سيذيقونه العذاب ألوانا قبل أن يقتلوه ان حياته باتت مهدده

قائد آخر: سيدى القائد .. لدى خطه ...

جلس عمر وحيدا فى احدى الحجرات الصغيره داخل المعسكر

الذى نقله اليه الجنود الروس بعد أن أسروه وأخذوه معهم وهو

طوال الطريق يحاول اقناعهم بأنه ليس شيشانيا ..لكنهم لم

يفهموا منه شيئا فلم يكن أحد منهم يعرف العربيه كما انه أخفى

عنهم انه يعرف اللغة الشيشانيه وبمجرد أن وصل الى المعسكر

أخذوه الى أحدالضباط الروس يعرف العربيه لإستجوابه وبعد

ساعتين كاملتين من التحقيق والإستجواب المرهق ..استطاع أن

يقنع الضابط (أو هكذا ظن ) أنه كان يعمل فى السعوديه عندما

التقى بأحد الرجال الشيشانيين الأغنياء قدم الى السعوديه فى

عمرة واستطاع الرجل اغراءه بالمال ليعمل عنده فوافق وأخذه

معه الى بلده ليعمل خادم له ولأسرته وعندما طلبوا ابنه للذهاب

الى معسكر المجاهدين دفع الرجل مبلغا كبيرا من المال له ليذهب

الى المعسكر مكان ابنه ووافق مضطرا وذهب الى المعسكر

لكنهم كشفوا أمره فهرب منهم ثم وقع فى أيدى الروس وبرغم

عدم اقتناع الضابط بالقصه ومحاولاته لمعرفة الحقيقه بالضغط

النفسى على عمر ..الا أنه تركه أخيرا وأمر الجنود باصطحابه

الى تلك الحجره تنهد عمر بعمق ونهض من مكانه وأخذ يدور

فى الحجره والقلق والخوف يسيطران عليه الا أنه تماسك قدر ما

يستطيع وأخفى قلقه حتى لايفتضح أمره عبر كاميرا المراقبه

المثبته فى أعلى الحائط أخذ يتأمل الحجره ويدور فيها بعينيه

..كانت صغيره ومتاعها قليل مجرد سرير صغير ودولاب

ومنضده وأربعة كراسى.

اقترب الجنرال الروسى من الذئب بخطوات بطيئه حتى وقف

أمامه مباشرة ووضع احدى قدميه على صخره والأخرى على

الأرض وهو يمسك عصا غريبه أخذ يهزها فى يده وهو يتأمل

الذئب

كان الذئب فى حاله يرثى لها فقد كان عار تماما ومعلق من

رسغيه فى العراء بحبلين رفيعين ومغموس حتى خصره فى حفره

مملوءه بالمياه المثلجه تجمد الدماء فى العروق بالإضافه الى

درجة حرارة الجو التى تقترب من الصفر

قال الجنرال بشماته : اذا فأنت الذئب !!

أكمل عندما لم يتلق ردا : أتعلم كم كبدتنا من خسائر فى المال

والجنود؟

رفع الذئب رأسه ببطء ورماه بنظره مخيفه ارتجف لها قلبه وقال

بسخريه : أتريدنى أن أقدم اعتذارا رسميا؟

ضغط الجنرال أسنانه وظهر فى عينيه غضبا لكنه استطاع أن

يتحكم فى تعبيرات وجهه بمهاره فرفع احد حاجبيه وابتسم

بسخريه وقال : يعجبنى الرجل القوى الرابط الجأش

قرب العصا من وجهه وبمجرد أن لامست فكه سرى فيها تيار

كهربائى صعقه صعقة شديده ارتج لها جسده بعنف واهتز الماء

من حوله وبرغم ألمه الرهيب لكنه لم يتأوه أو يصدر أى صوت

قال الجنرال ببرود شديد : هل أعجبتك؟.انها فقط بدايه لفتح

شهيتك..


صمت قليلا ثم قال بسخريه شديده : أتظن حقا أنكم ستنتصرون ؟

أنتم مجرد حشرات متمرده ارهابيه وسنسحققكم بأحذيتنا سحقا

لقد أمسكنا بك داخل أراض روسيه وأنت تجهز لعمليه ارهابيه

كبيره

سقطت أقنعتكم..لم يعد الأمر دفاعا عن أرض ولا مطالبه بالحريه

بل مجرد زمره من العصابات المتمرده التى تقوم بعمليات

ارهابيه

كان جسد الذئب يرتجف بشده من البرد لكن عيناه ثابتتان يشع

منهما بريق مخيف وهو يقول : تلك الأكاذيب التى تملؤون بها

آذان العالم لن تفت فى عضدنا داغستان ليست أرضا روسيه بل

هى (أرضا مسلمه من أيام الخليفه المسلم الراشد عمر بن

الخطاب أنتم تحتلون أرضا مسلمه ونحن نساعد أهلها الى

تحريرها من جبروتكم وبطشكم انها من أقدم بلاد القوقاز اسلاما

كما أن القائد شامل باسييف وقادة داغستان قاموا بتأسيس

الاتحاد الشعبى الشيشانى الداغستانى منذ عام 1998)*:

الجنرال وقد بدأ الغضب يتسلل الى صوته : داغستان روسيه

وستظل روسيه وما فعلتموه فيها ليس سوى مجموعه من

العمليات الإرهابيه التى ستحاكمون عليها وتعدمون

الذئب : وما تفعلونه الآن فى الشيشان أليس ارهابا؟ ألم تخرقوا

بنود الإتفاقيه التى بيننا وبينكم و تضربوا مواقع مدنيه؟ألم

ترتكبوا جرائم ضد الإنسانيه؟ ألم تحتلوا جروزنى رغما عن

أهلها

ضغط أسنانه بقوه واهتز صوته من الغضب وهو يكمل : ألم

تضربوا قوافل المهاجرين المدنيين العزل بالطائرات وتحرقوا

حافلاتهم ؟ ان هذا هو الإرهاب بعينه

انكم تحتلون داغستان أيضا رغما عن أهلها وتجبرونهم على

الخضوع لسلطتكم دون ارادتهم لقد ضربتم قرية كومادا

بالطائرات والمدافع وهى قريه داغستانيه

الجنرال : لقد ضربناها بعد أن احتلها المتمردون الشيشانيين

لنخرجهم منها

الذئب : لقد استنجد بنا أهل القريه أنفسهم بعد أن حاصرتموها

وضربتموها بالطائرات والمدافع

الجنرال بغضب : لقد استدعتنا الشرطه الداغستانيه بعد أن فشلوا

فى صد هجوم المتمردين الداغستانيين

ان داغستان روسيه وستظل روسيه هل تفهم؟

الذئب ساخرا : نعم . ورغما عن أنف أهلها جميعا

الجنرال وقد بدأ يفقد السيطرة على أعصابه : لا تدعى الشجاعه .

فستهزمون عما قريب فليس لديكم القدره على مواصلة القتال

لفترات طويله ....الذئب بتحدى : لو لم تكن لدينا القدره على

مواصلة القتال ضدكم لما دخلنا داغستان لنجدة اخواننا فى

اقليمى بوتليخ وكراماخى ومساعدتهم على قتالكم بعد أن

استنجدوا بنا

الجنرال بغضب هادر : سنرى الآن مدى شجاعتك الحقيقيه واعلم

أنك لن تموت الآن بل ستموت قطعة قطعه ولتصرخ بكل قوتك

ليسمعك الهك ويأتى لينقذك

ضحك ضحكه شيطانيه ومد يده الى أحد جنوده الذى أعطاه سلكا كهربائيا

فقال بسخريه شديدة البروده : هل تشعر بالبرد؟ حسنا ..سأدفئ

لك الماء....استمتع بحمامك الدافئ أيهاالذئب

وضحك ضحكه أشد من الأولى ووضع السلك فى الماء

.................................................. ...
تصاعد الدخان كثيفا من السيجاره التى تتدلى من فم عمر

وامتلأت منفضة السجائر التى أمامه على المنضده بكميه كبيره

من أعقاب السجائر تشير الى مدخن شره , كان يمسك بين يديه

ببضعة كروت من أوراق الكوتشينه و ينظر اليها بتركيز شديد,

وحول المنضده التف ثلاثه من الضباط الروس يلعبون معه

الورق

كشف كل منهم أوراقه على المنضده وظهر على وجوههم

الإحباط . فتناول عمر ورقه أخرى من كومة أوراق مقلوبه على

المنضده ورتبها وسط أوراقه ثم كشف أوراقه كلها على المنضده

وهو يضحك بابتذال شديد : هأ هأ هأ هأ ااااااااااو قفف .. أنا

بلاعب قفف

كل واحد فيكم يطرقع قفاه ويحط فلوسه هنا

ورغم أنهم لم يفهموا من كلمات عمر الساخرة شئ, وضع كل

منهم ماله على المنضده وهم يتحدثون الى بعضهم البعض

بعصبيه ويبدو عليهم الغيظ الشديد, وجمعها عمر أمامه بلهفه

وهو يدخن السيجاره بشره

وقال : لو فضل الحظ كده ملالى, يبقى هارجع على مصر قريب

جدا
بدأت اللعبه من جديد وبدأ عمر يرتب أوراقه لكنه بدأ يشرد

ويتشتت ذهنه عندما وجد أمامه صورة بنت فى احدى الأوراق

خيل اليه انها تنظر اليه . هز رأسه وأغلق عينيه بقوه وفتحهما

وتعجب بشده فقد كانت تشبه زهره . كانت تنظر اليه بنظرات

حزينه.. سحب ورقه من الكومه المقلوبه فوجدها ولد أخذ يفرك

عينيه بيده فقد خيل اليه انه مالك . هز رأسه مجددا محاولا طرد

تلك الأفكار من رأسه وبدأ يركز فى اللعبه . لكن كلمات زهره

ومالك كانت تخترق رأسه اختراقا وتمنعه من التركيز فى اللعب

مالك : انهم يريدون ابادتنا

زهره : الحريه لدينا أغلى من الحياه

مالك : المساجد أول شئ يستهدفونه

زهره : نحن نؤمن تماما أننا سننتصر.. حتى لو لم نرى النصر

بأعيننا فسيراه من بعدنا.....لكننا فى النهايه ....سننتصر

أفاق من تخيلاته على صوت أحد الضباط يقول له : العب

نظر اليه شذرا ثم أخذ نفس طويل من السيجاره وأكمل اللعب

فجأه انتفض الجميع على صوت صفارات الإنذار تدوى بقوه فى

المكان تحدث الضباط الثلاثه الى بعضهم البعض ورحلوا

مسرعين وبقى عمر وحيدا يفكر ومع أصوات طلقات الرصاص

والمدافع التى تدوى فى أذنيه , شعر أنه فى مأزق حقيقى فماذا

سيفعل به المجاهدون اذا ما تمكنوا من استعادته ؟وبدأت تراوده

أفكار رهيبه أصابته برعب حقيقى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:33 pm


استرد الذئب بعض وعيه وبدأ يشعر بما حوله لكن عقله كان

مشوشا تماما والرؤيه لديه مهتزه . الشئ الوحيد الذى طغى على

كل حواسه هو آلامه الرهيبه

وصل الى اذنيه صوت صخب وضوضاء وموسيقى قادمه من

بعيد فتح عينيه بصعوبه وبرغم أن الرؤيه لديه لم تكن واضحه

الا أنه تبين أضواء ملونه مهتزه وأخيرا وبعد تركيز شديد تذكر

أن فى هذه الأيام يحتفل الناس برأس السنه . بدأ الألم يذهب

بعقله ويفقد وعيه من جديد ..لم يدر كم بقى على هذه الحاله

يذهب وعيه من الألم والبرد ثم يفيق من جديد حتى سمع أصوات

من حوله ففتح عينيه وأدرك أنه موعد تبديل وردية الحرس .

انصرف الحرس القديم وهدأ الوضع , سمع الذئب صوتا يهمس

باسمه ففتح عينيه بصعوبه , كان الحارس يهمس له : أيها

القائد. أبلغك تحيات القائد الكبير. اطمئن. سنخرجك من هنا

سريعا ان شاء الله

عرفه الذئب من صوته ..لقد كان جوهر

رفعه الحراس الثلاثه من الماء وفكوا وثاق يديه التى لم يكن

بمقدوره تحريكهما ولفوه فى غطاء سميك وحمله اثنان واقتادهم

الثالث عبر طرقات مظلمه يعرفها جيدا بعيده عن الحراسه. حتى

وصل الى مبنى مكون من دورين, دخل الثلاثه من الباب الخلفى

, متبعين الحارس الذى فتح أحد الأبواب وأدخلهم الى غرفة

واسعه بها جهاز حديث للتدفئه , وهمس قائلا : لا تضيئوا

الأنوار .

ثم خرج وأغلق الباب خلفه , ووقف أمام الباب من الخارج

يراقب الطريق .

ساعد جوهر وأحمد المتنكران فى زى الحرس الذئب على ارتداء

حلة ضابط روسى ومع الدفء والتدليك بدأت يداه تتحركان

تدريجيا

نظر الذئب اليهما وهما يساعدانه على ارتداء ملابسه وقال

باعياء : كيف دخلتم الى المعسكر؟

همس أحمد: لدينا من يساعدنا ..

أغلب الجنود لديهم الإستعداد لبيع روسيا بأكملها من أجل المال

والحكومه عاجزه عن دفع رواتبهم منذ عدة أشهر

كما أن الوقت مناسب جدا فأغلب الضباط والجنود الروس

مشغولون فى الإحتفال برأس السنه , وقائدهم مغموس حتى

أذنيه فى الخمر والرقص

فتح الباب فجأه , وظهر من خلفه الحارس الثالث وقال بقلق :

أسرعوا .. ستمر دورية التفتيش بعد 15 دقيقه وسينكشف أمرنا

قال جوهر وعلى وجهه ابتسامة ثقه كبيره : اطمئن . لن يحدث

ان شاء الله . لقد أعددنا للأمر جيدا.

أحمد : انتهينا . هيا بنا

انقضت العشر دقائق وبعدها دوت صفارات الإنذار فى أرجاء

المعسكر

وعندما سمعها الجنرال قائد المعسكرهب من أمام المائده العامره

بالطعام والشراب الفاخروسقط كأس الشراب من يده وهو

يصرخ بلا وعى : الذئب !!!

انتابته حاله من القلق والتوتر الشديد ونظر الى صديقته التى

كان قد دعاها الى احتفال خاص فى غرفته من دقائق قليله وقال

بتوتر: ترى . ماذا حدث؟

جرى الى الشباك وأزاح الستائر وجالت عيناه فى أرجاء المكان

كان الإحتفال قد توقف وصمتت الموسيقى وخرج أغلب الجنود

الى ساحة المعسكر التى حولتها الأضواء الكاشفه الى نهار

وسادت بينهم حاله من الهرج




حاول أن يطمئن نفسه فهمس بصوت خافت : لا . لا يمكن أن...

انتبه على صوت طرقات على الباب . فتح الباب بسرعه فوجد

أمامه أحد الجنود الذى حياه وقال بتوتر : سيدى الجنرال . لقد .

لقد هرب الذئب

أصيب الجنرال بالوجوم قليلا من أثر الصدمه ثم انتابته حاله من

الغضب الهائل وصرخ بعنف : ماذا !! مستحيل . والحرس .

والأسوار . والجنود . والضباط .وِِِأين كنتم؟ سأعدمكم جميعا فردا

فردا. ارفع درجة الإستعداد القصوى وأخرج فرقا للبحث عنه

وأطلق كلاب الحراسه . لا يمكن أن يكون قد ابتعد كثيرا. يجب أن

يكون بين أيدينا قبل أن يصل الخبر الى القائد الأعلى

انصرف الجندى لتنفيذ الأوامر وأخذ الجنرال قبعته العسكريه

ووقف أمام المرآه يصلح من ملابسه بعصبيه شديده وهو يخاطب

رفيقته : لا ترحلى , سأجده , وعندها لن أرحمه , انتظرينى ,

سأعود سريعا .

تسمر فى مكانه



عندما رأى فى المرآه انعكاس صورة رفيقته وعلى وجهها ارتسم

الرعب الشديد . التفت الى حيث تنظر وارتد للخلف بحده عندما

رأى جوهر يقف أمام دولاب ملابسه المفتوح



ويصوب سلاحه لهما وبيده الأخرى يضع سبابته فوق فمه مشيرا

لهما بالسكوت وهو يقول بصوت خافت شديد الصرامه :

شششش .اياك أن تحدث صوتا , لأن مسدسى أسرع من أى

جندى سيأتى لإنقاذك أنت وهى

سمع صوتا خلفه فالتفت بحده فوجد الذئب يخرج من تحت

سريره ومعه أحمد وهو يساعده على الوقوف ويصوبان

سلاحهما باتجاهه

قال الجنرال بذهول : كيف . كيف دخلتم الى هنا؟

جوهر ببرود ساخر : دخلنا قبلك بدقائق وأعددنا لك مفاجئه

كبيره بمناسبة العام الجديد , هل أعجبتك؟

وضعت الفتاه يدها على فمها برعب حتى لا تصرخ , أما الجنرال

فقد تراجع الى الوراء حتى اصطدم بالكرسى فسقط عليه

باستسلام وقال : والآن. ماذا تريدون منى؟

قال جوهر بابتسامه شديدة الثقه : نريدك أن تصحبنا فى رحلة

للبحث عن الذئب

أدار الجنرال رأسه بحده ونظر الى الذئب وعقد حاجبيه بدهشه

ودب الرعب فى قلبه

كان الموقف مخيفا بحق .

طلقات المدافع تدوى ليلا وهو فى موقف لا يحسد عليه ولا يدرى

من أين يأتى الخطر

أخذت عيناه تدوران فى المكان بقلق وهو يفكر فى موقفه الراهن

وما يمكن أن يفعله , وصلت عيناه الى كاميرا المراقبه المعلقه

أعلى الجدار . أخذ يتأملها طويلا وعيناه تضيقان

فجأه نهض عمر من مكانه وأمسك بأحد الكراسى وضرب به

الكاميرا بقوة انتزعتها من مكانها وقطع أسلاكها , ثم قذف

الكرسى فى النافذة وكسر زجاجها

انتبه الجندى الواقف بالخارج يحرس باب الحجره الى صوت

التكسير فاقتحم الغرفه ونظر فيها بسرعه فلم يجد أحد . جرى

نحو النافذة وأمسك بالحديد الذى يغلق مدخلها وجذبه بقوه وهو

يسأل نفسه بدهشه : ترى هل اخترق الأسير الحديد وفر من

الشباك؟

لم يستطع أن يجيب على السؤال , بل لم تكن لديه فرصه ليفكر

فى السؤال نفسه ومدى امكانية تنفيذه على أرض الواقع , لأن

ضربة شديده أصابت رأسه من الخلف وأفقدته الوعى

ألقى عمر الكرسى الذى ضرب به الحارس من يده وانحنى على

جسد الحارس الفاقد الوعى , وبدأ ينزع عنه حلته العسكريه

بسرعه كبيره

وهو يقول لنفسه : نفسى أعرف عنوان مصنع الموبيليا اللى

بيتعاملو معاه,العفش عندهم جامد قوى والسراير عاليه لدرجة

انها ممكن تخبى فيل تحتها

انتهى من ارتداء ملابس الجندى وأرخى قبعته فوق عينيه لتخفى

نصف وجهه ,




ثم فتح الباب وتسلل الى الخارج متسترا بالظلام وحمد الله كثيرا

فأغلب الجنود مشغولون بصد هجوم المدافع الشيشانيه التى

تمطرهم بقذائفها من الجبال المحيطه واضطرهم ذلك لإطفاء

الأنوار والكشافات القويه فى ساحة المعسكر

ظل عمر يجرى بحذرمحتميا بالمبانى حتى دخل الى الجراج

محاولا ايجاد مكان آمن ليختبئ فيه وأخذ يتسلل بين السيارات

الكبيره حتى لا يراه أحد كان الجو فى المعسكر شديد الفوضى

وأصوات المدافع تصم الآذان والمدافع الشيشانيه تضرب بقوه

من الجبال القريبه وكأن الجبال تقاتل معهم

هاى . أنت ......

تسمر عمر فى مكانه عندما سمع صوتا يتحدث اليه بالروسيه

التى تعلم الكثير من كلماتها وتجمدت الدماء فى عروقه وكاد قلبه

يتوقف من الخوف

توقفت سيارة الجنرال قائد المعسكر أمام البوابه منتظره أن يفتح

لها الحرس الباب بعد أن يتأكدوا من هوية الجنرال



فقد أصدر الجنرال أوامره بأنه سيخرج بنفسه وبصحبة اثنين من

الضباط للبحث عن الذئب ..الأسير الذى فر من المعسكر وكأنه

ماء سقطت عليه أشعة الشمس فبخرته دون أن تترك منه أدنى
أثر

عبرت السياره بوابة المعسكر مودعه بنظرات التساؤل والعجب

من جميع الجنود بسبب تصرفات الجنرال الغريبه لكن أحدا منهم

لم يجروء على الإعتراض على أوامر الجنرال الغاضب

سارت السياره مسافه طويله وكل من فيها يخيم عليهم الصمت

الثقيل حتى توقف أحمد الذى كان متنكرا فى زى سائق السياره

فى منطقه آمنه وسط جبال عاليه ونزل جوهرمن السياره وهو

متنكر فى ملابس ضابط روسى وفتح الباب المجاور للجنرال

بحده

التفت الذئب الجالس فى المقعد الخلفى فى حلة ضابط روسى الى

الجنرال الذى يجلس بجواره صامتا مكرها بفعل المسدس

الملتصق فى جنبه وقال بصوت قوى : نهاية رحلتك

التفت له الجنرال برعب وأخذ يقلب عينيه بينه وبين جوهر وقال

: ماذا . هل . هل ستقتلونى؟ لقد نفذت كل ما أمرتونى به

الذئب بصرامه شديده : لو أردت أن أعاقبكم على كل جرائمكم فى

حقنا . لما روتنى دماءكم جميعا..ولكننا لا نسعى للإنتقام بل.

نسعى الى العوده. فلم يحن وقت الإنتقام بعد

أردف بلهجه مخيفه : انزل من السياره

نزل الجنرال على الفور وهو يرتجف رعبا وجذبه جوهر من

ملابسه ودفعه بعيدا وهو يقول بسخريه : رحله سعيده للعوده الى

المعسكر سائرا وحيدا فى ذلك الجو الجميل. أتمنى أن يجدوا

صديقتك سريعا ويحلوا وثاقها . والا اضطرت لإنتظارك كل هذه

المده
ثم قفز الى السياره التى انطلقت بسرعه واختفت فى الظلام

لتنفيذ الجزء الثانى من خطة الهروب

ووقف الجنرال وحيدا فى الظلام يرتجف بردا وخوفا يفكر فيما

سيفعلونه به عندما يعود


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:34 pm




التفت عمر بسرعه الى من يحدثه فوجده أحد الضباط الروس يجلس داخل سيارة نقل كبيره مغطاه وهو يصرخ فيه بكلمات لم يفهم معظمها الا أنه حياه التحيه العسكريه ورد عليه بكلمه واحده فقط وهى : نعم سيدى
قلب عمرالأمر فى رأسه بسرعه ومن خلال حصيلة الكلمات التى تعلمها فهم تقريبا ما يريده الضابط
قفز الى السياره فى كرسى السائق وبدأ يقود السياره وقلبه يقفز من الخوف وحمد الله كثيرا فى نفسه أنه تصرف تماما كما يريد الضابط . خرج من الجراج وسار بالسياره حتى وجد نفسه يسير خلف طابور من ثلاث سيارات تحمل فوق ظهرها عددا كبيرا من الجنود
توقفت السيارات أمام بوابة المعسكر الخلفيه وشعر عمر وكأن الدقائق تمر عليه كدهر وهو يحاول أن يتماسك ويخفى خوفه حتى لا يفتضح أمره
وأخيرا عبرت السيارات البوابه وخرجت من المعسكر وهو خلفهم


طوال الطريق وعمر يفكر فى طريقه للهروب من السيارات التى أمامه والضابط الجالس بجواره
نظر عمر الى الضابط الذى بجواره فوجده اتكأ بظهره للوراء وأرخى القبعه على عينيه وظهر عليه النعاس فبدأ يخفض من سرعة السياره بهدوء وبشكل غير ملحوظ وبدأت المسافه بينه وبين السياره التى أمامه تتسع تدريجيا وفى كل لحظه كان ينظر الى الضابط بجواره ليتأكد أنه لم يلحظ ما فعله حتى ابتعد عن السيارات بمسافه كبيره
وفجأه انتفض عمر على صوت جهاز الإستقبال فى السياره وأخذ ينقل عينيه برعب بينه وبين الضابط المجاور له والذى استيقظ على صوت الجهاز.
ووقع عمر فى حيره شديده . فلو أمسك بالمايك فلغته الروسيه لن تساعده على فهم ما يقولون ولا الرد عليهم . وان لم يمسكه فماذا سيفعل مع الضابط الذى بجواره ؟
حسم أمره أخيرا عندما نظر اليه الضابط بدهشه وأمسك بالمايك وقال : نعم سيدى
أتاه الرد فى بضعة كلمات لم يفهمها جيدا فطال صمته وهو يختلس النظر الى الضابط الذى ينظر اليه بدهشه وريبه
فزع بشده عندما سمع دوى انفجار رهيب ورأى نيرانا تشتعل من بعيد فصرخ الضابط بكلمه لم يتأكد عمرتماما من معناها لكنه تراجع بالسياره ودار بها بعنف وعاد أدراجه بسرعه كبيره والضابط يصرخ وكذلك جهاز الإستقبال وأصوات الإنفجار وطلقات الرصاص تدوى من بعيد
وسط كل هذا الجنون ترك عمر المقود وانقض على الضابط فجأه وأخذ يضربه بكل قوته والضابط يبادله الضربات فى معركه شرسه وهو يحاول أن يصل الى مسدسه لكن عمر كال له عدة لكمات وفتح الباب المجاور له ودفعه خارج السياره لكن الضابط كان قويا بحق فتشبث بباب السياره وأمسك عمر بالمقود ليعدل من وضع السياره التى حادت عن الطريق ورأى الضابط وهو يحاول العوده الى السياره فدفعه دفعه قويه بقدميه الإثنين معا ألقت به خارج السياره بعيدا
أخذ عمر يلهث بشده وهو يمسح الدماء التى سالت على وجهه من أثر المعركه وأخذ يفكر فيما حدث وهو يقود السياره بسرعه فى طريق لا يدرى الى أين يذهب به
لم يكن يتوقع فى يوم من الأيام أن دروس اللغه الروسيه الممله التى تعلمها ستنقذ حياته يوما ما
انتفض عندما سمع صوت طلقات ناريه يأتيه من كل مكان فخفض رأسه بخوف واختلت عجلة القياده فى يده وحاول قدر استطاعته السيطرة عليها لكن السياره انحرفت بشكل مخيف وخرجت عن الطريق واستطاع عمر بصعوبه كبيره ايقافها
نظر حوله فوجد المجاهدين بلباسهم المميز يحيطون به من كل مكان فرفع يديه فوق رأسه وصرخ برعب : لا تطلقوا النار .أنا شيشانى . أنا بستسلم . محدش يضرب نار
فتح باب السياره ببطء بعد أن أمره قائد المجاهدين ونزل منها مشبكا يديه فوق رأسه ورأى مجموعه كبيره من المجاهدين وهم يطوقون السياره من كل مكان
فى طريق العوده الى المعسكر كان عمر يتعجب من نفسه ويتساءل عن السبب الحقيقى الذى جعله يختار جانب المجاهدين الشيشان دون الروس رغم تأكده من فرق القوه الهائل لصالح الروس الذى سوف يمكنهم من الإنتصار لا محاله
لماذا رفض البقاء فى المعسكر الروسى رغم أنه كان أكثر أمانا بالنسبة له؟ كيف حسم أمره بمثل هذه السرعه وقرر أن يهرب ويعود للمجاهدين برغم خوفه من أن يتهموه بالخيانه ؟
هل هو مالك؟أم زهره ؟ أم محمد ؟ هل يصدق حقا أنه ينتمى اليهم؟


لأول مره فى حياته يشعر عمر بكل هذا الخزى والخجل وذلك عندما استدعاه قائد المعسكر الى مكتبه وهناك وجد مالك الذى ما ان رآه حتى أدار وجهه بغضب واشمئزاز
وقف الإثنان أمام قائد المعسكر الذى وجه حديثه الغاضب اليهما معا

وقال : ما الذى دفعكما لمغادرة المعسكر ليلا دون اذن ؟
أجاب مالك بسرعه : أردنا جمع الحطب لنشعل النار لنتدفأ بها فالجو كان شديد البروده
القائد بصرامه : وكيف وصلتما الى الحدود الداغستانيه؟
مالك : لقد ضللنا الطريق وافترقنا عن بعضنا بسبب الظلام وقضيت وقتا طويلا فى البحث عن عمر فلم يكن باستطاعتى العوده للمعسكر بدونه وأنا أعلم جيدا أنه يجهل دروب وجبال هذه البلاد وعندما طلعت الشمس رأيتهم من فوق الجبل وهم يأسرونه ويأخذونه فى سيارتهم الى المعسكر.فعدت وابلغت القياده فى الحال اقترب القائد من عمر وقال بغضب : وأنت . أتعلم كم تكبدنا من مشقه ورجال وذخيره لننقذك من أيديهم ؟. لقد أرسلنا كتيبه كامله بمدافعها فى محاوله لاقتحام المعسكرلإنقاذك
ابتلع عمر ريقه بمزيج من الخجل والندم وقال بأسف : آ.آسف سيدى . مش هاكررها تانى
القائد : لا تعتذر . فابن خالد ديساروف يستحق أكثر من هذا
نظر اليه عمر بدهشه وصمت فابتسم القائد وقال : لا عجب انك ابنه فقد عدت الينا بسياره مملوءه عن آخرها بالأسلحه والذخيره . أغلب من فى المعسكر الآن يعتبرك بطل
نظر اليه عمر بذهول شديد . لقد عرف الآن فقط ماذا كان يحمل فى السياره التى كان يقودها. وحمد الله كثيرا وهو يتذكر عدد المرات التى نجا فيها هو والسياره من الإنفجار . نظر الى مالك الذى خلا وجهه تماما من ابتسامته المميزه المحببه للنفس
لم يشعر عمر فى حياته بالخجل أمام أى انسان بقدر ما شعر به فى هذه اللحظه أمام مالك
قطع أفكاره صوت القائد وهو يقول : ان ما يحيرنى حقا هو كيف أفلت بسيارتك من الكمين الذى أعددناه للسيارات الأربع التى خرجت من المعسكر؟
أتعلم أنك تذكرنى بوالدك رحمه الله ؟
يوما ما سأحكى لك عنه وعن بطولاته
تجاهل القائد الحيره والدهشه فى عينى عمر وقال : ولكن كل هذا لن يعفيك من العقاب على مخالفتك للأوامر وخروجك من المعسكر ليلا بدون تصريح .
التفت الى مالك وقال : وانت ايضا ستعاقب معه . والآن انصرفا
استدار عمر مغادرا مكتب القائد هو ومالك عندما استوقفه القائد قائلا : عمر . أظن أنك مدين لمالك بالشكر .. فلولاه ما عرفنا طريقك
هز عمر رأسه بخجل ونظر الى مالك الذى انصرف مغادرا فى صمت دون أن ينظر اليه
قضى عمر فترة التأديب محاولا بكل وسيله استرضاء مالك ومصالحته . لكن مالك كان غاضبا بشده وكان يعبر عن غضبه بالصمت لدرجة أنه كف حتى عن الغناء وكاد عمر أن يفقد عقله أمام اصرار مالك على الصمت
وانتهت فترة التأديب وعاد الإثنان الى الخيمه لينالا قسطا من الراحه وعاد عمر الى استجداءه والتوسل اليه أن يسامحه حتى كلمه مالك أخيرا وسأله بغضب : هل وجدت ما كنت تبحث عنه؟ لماذا لم تبقى فى أحضانهم ربما أعادوك الى مصر؟
عمر بأسف : مقدرتش أصدقهم, ولا أآمن لهم
مالك بسخريه شديده : حقا؟ وكيف اكتشفت ذلك الإكتشاف الخطير؟
عمر : أنا ماباآمنش للى بيلعبوا قمار
مالك بسخريه لاذعه : انظر من يقول هذا ؟ كيف لا تثق بهم وانت تلعب الورق؟
أكمل بضيق شديد : لا أدرى كيف يقول القائد أنك تذكره بوالدك رحمه الله !
عمر بندم شديد : أيوه ما بآمنش للى بيلعبوا قمار ..لأنهم زيى, مايتآمنلهمش
صمت مالك ولم يدرى ماذا يقول الا أن حدة غضبه بدأت تهدأ عندما استشعر صدق عمر وندمه فهز رأسه بأسف
وأكمل عمر : أنا هربت منهم مع انهم كانوا بيعاملونى كويس وأكلونى و....
قاطعه مالك بحده : وأطلقوا عليك فتياتهم الجميلات ليستخرجوا منك ما يريدون .... سمعت هذه القصه من كل من وقع فى الأسر .. هذا فى اليوم الأول فقط وبعدها....



صمت قليلا ثم قال بسخريه : لماذا لم تبقى معهم لتكتشف بنفسك؟
تنهد بأسف وقال : لقد كنت أعتبرك صديقى
أطرق عمر بأسف شديد وقال بخجل : كان لازم تعرف من الأول انى مينفعش أبقى صاحبك أنا . أنا مدمن قمار
نظر اليه مالك بصمت واختفى الغضب من وجهه ثم قال بتعاطف : لا شك أنك عشت حياة صعبه
عمر بسخريه مريره : صعبه؟ بأنهى لغه؟ بلغة البلد اللى جيت منها . ولا بلغة البلد دى؟ بيتهيألى الفرق كبير قوى
صمت مالك قليلا ثم نظر اليه وقد عادت ابتسامته الجميله تضئ وجهه البشوش وقال له بحب : ولكنى مازلت أعتبرك صديقى . يمكننا أن نصبح أصدقاء مثل أبوك وأبى . لقد كانت صداقتهما عجيبه حقا
استدار اليه بكل جسده و قال بحماس كبير : أتعلم .. كنت أحلم دوما أن يكون لى صديق أحبه أكثر من أى شئ وتبقى صداقتنا حيه مدى الحياه وحتى ما بعد الموت ألم تسمع حديث النبى صلى الله عليه وسلم أن الأخلاء المتحابين فى الله من الذين يظلهم الله بظله ؟ اسمع .. لقد قررت أن أجعلك شريكا لى فى شركة الهندسه التى أحلم بها وسنبقى أصدقاء دائما مثل والدينا ..لقد تعاهدا على الوفاء والإخلاص وأقسما أن يسمى كل منهما أول مولود ذكر له باسم صديقه ويتـ .........
صمت مالك فجأه . أسكتته النظره التى رآها فى عينى عمر وتغير لون وجهه
ضاقت عينا عمر وقال بصوت ظهر فيه بوضوح أثر الصدمه : بس أنا ما اسميش محمد
ابتلع مالك ريقه بصعوبه ولم يستطع الرد
أفاق عمر فجأه على حقيقه تاهت عن باله طويلا أو ربما تعمد نسيانها , لقد كانت له عائله. أب وأم واخوه وربما أخوات
أطرق برأسه طويلا يفكر فى صمت . ثم سأل مالك بصوت حزين : كان عندى اخوات قد ايه؟
أدرك مالك ما فعلته كلماته بعمر كما أدرك تماما أنه لن يستطيع أن يعيد الأمور الى ما كانت عليه فقال مباشرة وصوته يقطر بالأسف : ثلاثه
ضحك عمر ضحكه ساخره قصيره تمتلئ ألما ومراره وهو يقول : ورابعهم كلبهم....
همهفين دلوقتى؟
مالك بأسى : دفنهم أبى فى مقابر أسرتنا
اتسعت عينا عمر وفغر فاه وقال بذهول: أبوك !! أبوك دفن صاحبه وأخته وأولادهم؟
نهض عمر ببطء وهو لا يكاد يصدق وخرج من الخيمه , وحاول مالك أن يتبعه لكنه أوقفه بصوت يمتلئ بالدموع ودون أن يلتفت: عاوز أمشى لوحدى
سار عمر لمده طويله وهو لا يكاد يتبين طريقه من كثرة الدموع التى ملأت عينيه وتحولت الى أنهار تجرى على خديه تؤججها النيران التى اشتعلت فى قلبه
لقد صدق أخيرا أنه كانت لديه أسره كامله أب وأم وإخوه وربما أخت كزهره . لو لم يذبحوا ربما كان قد اختلف كل شئ
وربما أصبح مثل مالك وزهره يتنعم فى ظل أسره جميله تحبه وترعاه وتعلمه .وتحميه من طيشه وجنونه
لم يدرى عمر كم من الوقت قضاه يبكى وحيدا فى البرد بقلب يملؤه الحزن والندم والألم ولم يخرجه مما هو فيه الا يد مالك التى أطرقت على كتفه بحب وصوته المملوء بالحنان وهو يقول : عمر . هون عليك يا صديقى فقد انقضت أعوام طويله ..لقد أتى الليل وازداد الجو بروده هيا بنا يا صديقى لنعود الى الخيمه
استلقى عمر على فراشه ووضع كفيه المتشابكتين أسفل رأسه.


لكنه لم يستطع النوم . بل ظل يفكر فى أهله ثم التفت الى مالك المستلقى على الفراش المجاور له وسأله : مالك . شكلها ايه؟
مالك بتساؤل : من؟
عمر بشرود : أمى
التفت اليه مالك وقال : ألم يريك أبى صورتها؟
عمر بخجل : ماسألتهوش
مالك : عندما نعود الى البيت سأريك صورتها . أتعلم ان زهره تشبهها كثيرا
التفت اليه عمر بدهشه واهتمام : زهره!!!..

قطع حديثه عندما شق هدوء الليل صوت يشبه موتور سياره نقل فى الصيانه نهض من فراشه وأخذ يتبين هذا الصوت لقد كان صوت شخير قوى يصم الآذان
نهض مالك من فراشه بضيق واقترب من عمر الذى وقف بدوره ينظر باتجاه مصدر الشخير ثم نظر الإثنان الى بعضهما البعض فى صمت

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:34 pm


فجر اليوم التالى ...........
لم يستيقظ المعسكر على صوت أذان الفجر كما تعودوا . بل على صوت صراخ أجش أشبه بصوت طائره حربيه
تجمع كل الشباب فى ساحة المعسكر وهبطت عليهم الدهشه والذهول عندما رأوا حمدوف المارد الذى طرد مالك وعمر من الخيمه فى أول يوم لهما فى المعسكر مقيدا فى شجره كبيره بطريقه عجيبه
كان حمدوف ملفوف بعنايه فى أغطيته ومقيد فى سريره بكميه كثيفه من الحبال التفت حول السرير من أعلاه الى أسفله بحيث لا يظهر منها سوى رأس حمدوف فقط..أما السرير نفسه فقد كان يقف بشكل رأسى ومثبت بالحبال فى جذع شجره كبيره
لم يستطع الشباب كبح جماح الضحك الذى انتشر بينهم وهم يتعجبون ممن استطاع أن يفعل ذلك بحمدوف العملاق .أما حمدوف فقد ازداد غضبه وأخذ يصرخ بصوت جهورى ويتوعد بالإنتقام
وأخيرا استطاع قائد المعسكر اسكاته عندما أقنعه بأنه لن يفك قيده الا اذا تعهد بعدم اثارة المشاكل أو ايذاء أى فرد فى المعسكر
وبالفعل فك وثاقه بعد أن هدأ ثم رحل متجها الى مكتبه لكنه توقف قليلا فى الطريق أمام عمر ومالك ونظر اليهما نظره ذات مغذى وابتسم

كان هذا المعسكر معد خصيصا لمجموعه كبيره من شباب الشيشان المتقاربين فى العمر وليس لديهم خبره سابقه فى القتال أو الحرب

وكان يقوم بتدريبهم مجموعه من أمهر المجاهدين الشيشانيين والعرب الذين ساهموا بدور كبيرفى تحريرالشيشان وعملوا فى تدريب الشيشانيين على كل من الأمور العسكريه القتاليه والمعلومات الإسلاميه
كانت الحياه فى المعسكر شاقه للغايه وكانت التدريبات مقننه وجاده ومتقنه ومتعدده ...تدريبات بدنيه وتدريبات على الأسلحه المختلفه واطلاق النار وفنون القتال المختلفه


ويتخلل اليوم محاضرات ودروس دينيه لتقوية الإيمان والترغيب فى الشهاده وحب الوطن ودروس فى التاريخ الإسلامى وقصص السابقين والسيره النبويه
وحلقات لتعليم اللغة العربيه لمن لا يعرفونها
أما الصلاه فقد كان لها عنايه خاصه فى برنامج المعسكر ...

فقد كانت تقام فى جماعه على وقتها وكان الدعاء والقنوت فى كل صلاه

والتشجيع على قيام الليل واقامة مسابقات فى حفظ وتفسير القرآن الكريم
واستطاع عمر بمساعدة صديقه مالك أن يتحمل تلك الحياه الشاقه التى لم يعتاد عليها ولم يعش مثلها أبدا
وكان عمر ومالك يتفننان فى اختراع المقالب والأفاعيل المضحكه ويوقعان فيها حمدوف العملاق الذى لم يستطع ابدا اكتشاف الشخص الذى يوقعه فى المشاكل
وشيئا فشيئا نمت صداقه متينه بين حمدوف وبين مالك وعمر فلقد اكتشفا أنه برغم جسده الضخم وسرعة غضبه المخيفه الا أنه يمتلك قلب طفل صغير يمتلئ بالطيبه والسذاجه واستطاع مالك وعمر الثأثير عليه وترويض سرعة غضبه بالحب ولم يعد حمدوف يستطيع الإبتعاد عنهما فكان الثلاثه يقضون كل أوقاتهم معا

كان مالك يرتدى ملابسه العسكريه ويجهز سلاحه ويستعد للخروج والإنضمام لمجموعه من الشباب لتنفيذ أحد الأوامر التى كلفهم بها قائد المعسكر
سأله عمر الذى كان مستلقى على فراشه بعد أن انتهت نوبة حراسته : قائد المعسكر عربى ..مش كده؟
مالك بحماس وهو يعد سلاحه : انه أحد أتباع القائد خطاب رحمه الله. الذى كان قائدا لكتيبة الأنصار.. كتيبة المجاهدين الأجانب فى القوقاز
عمر بتساؤل: ومين خطاب ده؟
مالك بدهشه : ألم تسمع عنه أبدا ؟
عمر : سمعت عنه بس بسأل مين هو ؟؟
مالك : انه أحد المجاهدين العرب الذين خرجوا من بلادهم للجهاد ضد الروس وكونوا كتيبه تسمى كتيبة الأنصار. لكنه أروعهم على الإطلاق فهو جسور لا يعرف الخوف . حارب الروس فى أفغانستان وطاجيكستان وهنا . انه بطل . أسطوره . كبد الروس خسائر فادحه ..سأكمل لك قصته عندما أعود ....
انطلق مالك يجرى ليلحق بزملاءه فى المهمه
وخرج عمر من الخيمه متمهلا وأخذ ينظر الى مالك وهو يبتعد مسرعا ثم تنهد وقال : العالم مليان بالمجانين
قد يحتاج الإنسان لبعض الجنون حتى يستطيع أن يتواءم مع هذه الحياه
التفت عمر بحده نحو المتكلم فوجد أمامه قائد المعسكر يبتسم ظهر عليه الإرتباك الشديد لكن القائد اقترب منه وبادره بالسؤال : انت فى فترة الراحه الآن؟
هز عمر رأسه موافقا بحذر
فقال القائد : من مصر ..أليس كذلك؟؟

عمر يسأله : أنت من تلامذة القائد خطاب؟
القائد وهو يسير بجواره وكأنه صديقه : أنا من كتيبة الأنصار .
أخبرنى بصدق . من كنت تقصد بالمجانين ؟ أنا لم أتعمد أن أستمع اليكما , لكن صوتك كان عال
قال بتردد وهو يسير بجواره : أنا بس كنت بستغرب . ازاى راجل يسيب بلده وأهله وفلوسه,علشان يروح أرض مايعرفهاش, ويحارب علشان يحرر وطن مش وطنه, وكل ده وبدون مقابل, ومن غير ما حد ما يطلب منه ده!
ضحك الرجل وقال : سأقول لك سر لا تخبر أحدا به .أنا أيضا كنت أظنه مجنونا . لماذا يفعل هذا . وكيف يفكر .. و كنت أسأل نفسى كثيرا ماذا تعنى كلمة وطن؟ هل هى الأرض التى نولد فيها أم التى نعيش عليها أم التى نموت وندفن فيها؟
أتعلم .. ربما يكون الوطن أكبر بكثير مما نظن أو حتى مما تستطيع عقولنا الضيقه أن تدركه...
توقف عمر عن السير والتفت اليه بدهشه كبيره وعقد حاجبيه بتساؤل وهم أن يقول شيئا
لكن القائد تركه ورحل مسرعا وظل عمر واقف يحدق فى الطريق الذى ذهب منه وفى عقله أسئله كثيره



يوم بعد يوم كان عمر يشعر بأن شيئا ما بداخله يتغير ..شئ كبير للغايه
لقد كف عن الشكوى واعتاد البروده القارصه واندمج وسط شباب المجاهدين وأصبح لديه أصدقاء كثيرين
وكانت من أمتع اللحظات بالنسبة اليه عندما يعد هو ومالك المقالب المدبره المتقنه لأحد أصدقائهم فى المعسكر لإشاعة البهجه والمرح فى أرجاء المعسكروكثيرا ما وقعا فى المشاكل بسبب تصرفاتهما الطائشه وتعرضا للتوبيخ والتأديب من قائد المعسكر


كان مالك وعمر يقومان بجمع الحطب والأخشاب من التلال القريبه من المعسكر وكان مالك يغنى أغنيته الوحيده :
في ليلة مولد الذئب خرجنا إلي الدنـــــيا


وعند زئير الأسد في الصباح سمونا بأسمائــنا
زفر عمر بضجر شديد وقال بتأفف وهو يجمع الأخشاب: دانت ممل,
يا أخى خنقتنى.هو انت معندكش غيرها؟
من ساعة ما عرفتك وعمرى ماسمعتك بتغنى الا الأغنيه السكه دى..
ضحك مالك وقال : انها النشيد الوطنى لبلادنا
نظر اليه عمر بدهشه وهز رأسه بعجب : دانت تغيظ, نفسى أسمعك بتغنى أغنيه تانيه
جلس الى صخرة كبيرة وهو يقول : ماتغنى عن الحب..عن الجمال ..جدد
مالك بمرح وهو يحمل كومه من الحطب: عمر ..ألم تفكر يوما فى الزواج؟
عمر بلامبالاه : مين ؟ ..أنا !! أنا مابفكرش..أنا عايش حياتى زى ماهيه ..تمشى زى ماتمشى, يوم بيوم
مالك بدهشه كبيره : ماذا ؟ ألم تحلم يوما أن يكون لك بيت خاص بك وزوجه جميله وأطفال يشاكسونك؟ أليس لك أى أحلام؟
عمر : أنا مابفكرش بطريقتك دى ..أنت عايش كل حياتك فى الأحلام
مالك بتفاؤل : و سوف احقق كل احلامى ان شاء الله
سيكون لى شركة هندسيه كبيره وستكون شريكى كما اتفقنا وسأتزوج وأنجب أطفالا ..
وتنازلا منى سأمنحك شرفا خاصا ..سأسمى أول أبنائى باسمك
أتعلم أننى أحلم أن تكون فتاة أحلامى تماما كزهره
التفت عمراليه وقال بدهشه : زهره !!!
مالك : نعم ..زهرة أختى ..ليس من الضرورى أن تشبهها فى الملامح ولكنى أتمنى أن تكون بنفس أخلاقها وصفاتها
وأنت..بم تحلم؟
عمر بضجر : يابنى ماقلت لك انا مبحلمش, أنا صاحى على طول
تأمله مالك بدهشة كبيرة وهو يقول : وهل يستطيع الإنسان أن يعيش دون حلم خاص به, هدف يسعى لتحقيقه, قضية يدافع عنها ويموت فى سبيلها؟
ظل عمر واقفا فى مكانه يتأمله بدهشة, يفتش بداخله عن كلمات يقولها فلا يجد
تبدلت ملامحه فجأة, وعقد حاجبيه بشده وظهر فى وجهه الذعر وهو يقول : شش
سامع اللى أنا سامعه
مالك ينصت باهتمام ويلقى مابيديه من أخشاب ثم يجرى باتجاهه وهو يقول بخوف : اختبئ
انطلقا يجريان وهما يجران العربه التى تحمل الأخشاب ليخفوها عن الأعين وصعدا فوق تلة قريبه واختبئا جيدا وأخذا ينظران من موقعهما فوق التله فوجدا سيارة عسكريه صغيره مكشوفه تحمل خمسه من الجنود الروس قادمه من بعيد وتقترب باتجاههما
همس مالك : يبدو أنها دورية استطلاع اخترقت الحدود
عمر بخوف : هانفضل مستخبيين لحد ماتمر, وبعدها نرجع المعسكر
ظل الإثنان يراقبان السياره وهى تقترب . ثم التفت عمر بحده الى مالك عندما سمع صوت مدفعه يجهز للإطلاق

فقال له بصوت خفيض : انت اتجننت ؟بتعمل ايه؟ مش لازم يحسوا بينا
ضاقت عينا مالك وارتسمت على وجهه ابتسامه أشبه بابتسامة صياد يهم باصطياد فريسه وقال بثقه : انهم فقط خمسه..هيا جهز سلاحك واستعد
عمر بحده وبصوت خافت حتى لا يسمعونه : ايه ؟ أنا عمرى فى حياتى ماقتلت حد
مالك وعيناه تشعان ببريق مخيف : ولا أنا ..ولكن هذا لا يهم ..يكفى أن تتذكر ما فعلوه بأسرتك وستجد السلاح ينطلق وحده
عمر باصرار : لا ..هانرجع المعسكر ونقول للقائد وهو يتصرف
اتسعت ابتسامة مالك واشتد بريق عينيه لمعانا وهو يقول : لا داعى لكل هذا ..نستطيع مفاجأتهم واصطيادهم بسهوله
عمر بذعر : مالك ..اياك تعمل حاجه والا هابلغ القائد ..سيبهم يمشوا ولما نرجع المعسكر يحلها ربنا
بدا على مالك وكأنه لم يسمع ما قاله عمر وأخذ يصوب مدفعه جيدا واقتربت سبابته من الزناد وهو يبتسم
واتسعت عينا عمر برعب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:35 pm


نزع الذئب نظارته المعظمه من على عينيه وهو يقول بغضب : انهم يحاصرون القائد حكيم ومن معه

جوهر : مرت ثمانى ساعات والوضع كما هو لا يتغير
الروس يحاصرونهم والقائد حكيم يرفض الإستسلام
الذئب : يجب أن نساعدهم بأى طريقه ..مستحيل أن نتركهم يسقطوا فى أيديهم

جوهر : أتسمع؟ انهم يستخدمون مكبرات الصوت
الذئب بغضب : يطلبون منه تسليم نفسه ..الأوغاد يريدون تحطيم معنوياتهم
نهض بسرعه من مكمنه فعاجله جوهر : الى أين أيها القائد ؟
الذئب بعزم : لدى خطه ...هيا بنا


تسلل الذئب والمجموعه التى معه من المجاهدين عبر ممرات جبليه ضيقه والتفوا من خلف القوات الروسيه التى تحاصر القائد حكيم وصعدوا الى قمة الجبل المجاور للقوات الروسيه وفتحوا النار عليهم

وحدث ارتباك شديد للقوات الروسيه عندما فوجئوا بالنيران تأتى من خلفهم مما جعل القائد حكيم ومن معه يطلقوا النار بدورهم وبشكل مكثف

وانقلب الموقف تماما وبدأت القوات الروسيه فى التراجع عندما شعروا أنهم محاصرون مما أحدث فجوه كبيره وسط القوات الروسيه واستطاع القائد حكيم ومن معه الخروج من الحصار

فأخرج رجاله أولا ثم خرج من بعدهم

وبينماهو يجرى أصابته طلقه فى ساقه فسقط أرضا فى منطقه مكشوفه للقوات الروسيه

رأى الذئب من فوق الجبل القائد حكيم وهو يسقط فصرخ فيمن معه : احموا ظهرى وأطلقوا النار بكثافه

نزل من الجبل عدوا على قدميه بسرعه كبيره ووصل الى القائد حكيم وسحبه من ذراعيه خلف صخره وسأله بعجاله : كيف حالك؟

فابتسم القائد حكيم بألم وقال : الحمد لله ..اصابه مباشره فى الركبه ..لماذا أتيت ؟ دعنى وعد الى رجالك


قال الذئب بحسم : سنعود معا

كثف المجاهدون اطلاق النار على القوات الروسيه وشتتوا انتباههم

رفع الذئب رأسه ونظر من خلف الصخره وعندما اطمئن ..حمل القائد حكيم فوق كتفه وانطلق يجرى باتجاه موقع المجاهدين
عبر ثلثى الطريق


وفجأه ....


أصابته طلقه فى جانبه فاهتزت خطواته وترنح بشده وسقط أرضا هو والقائد حكيم


.................................................. .......


أطلق مالك النار على السياره الروسيه برغم اعتراض عمر الشديد فقتل أحد الجنود وأصاب عجلة السياره الخلفيه

توقفت السياره وترجل منها بقية الجنود الروس واختبئوا خلفها يحتمون من طلقات مالك وبدأوا يطلقون النار باتجاه مالك وعمر الذى ارتبك بشده وأمسك سلاحه وأعده للإطلاق . لكنه لم يطلق منه رصاصة واحده


أما مالك فأخذ يطلق عليهم النار لكنه لم يستطع اصابة أحد آخر فقد كانوا مختبئين خلف السياره وبدأ الغضب يسيطر عليه وعمر يصرخ فى أذنه برعب : مالك . مش هانقدر نهزمهم, يلا نهرب

ارتعدت اطرافه عندما اتاه من خلفه صوت سلاح يعد للإطلاق

وكان مالك الذى سمع نفس الصوت اسرع بكثير فى رد فعله

فالتفت بحدة ليجد أمامه اثنين من الجنود كانا فى السيارة والتفا حول الجبل ليطوقا مالك بعد ان عجزوا عن ايقاف نيرانه الكثيفه

فجأه صرخ مالك صرخه عنيفه غاضبه وهو يميل على جسد عمر الذى تحول الى صنم ذاهل ووجهه كتله من الرعب : أوغااااااااد

واعتصر سلاحه عصرا


ولكن..............


رصاصاتهما كانت تحمل لمالك اكثر من مجرد موت


كانت تحمل معها رياح الجنه...

ولم يشأ مالك ان يرد الهدية,

بل تلقاها بمجامع قلبه كحبيب يشتاق سنينا ليضم حبيبه


أما عمر فقد أصيبت أطرافه الأربعه بالشلل للحظات وهو يرى مالك يحميه بجسده ويتلقى عنه نصيبه من طلقاتهما فى صدره مباشرة



جن عمر تماما عندما انسكبت دماء صديقه الحبيب الى قلبه فوق ملابسه, وكأنما كان لون الدماء الأحمر القانى هو الذى ايقظه من ذهوله, وفجرت كل شئ فيه وحررته من قيود الخوف لتتحرك كل عضلة فى جسده, واولها سبابته التى عصرت زناد سلاحه عصرا حتى كادت ان تكسره


وتلقى الجنديان كم لابأس به من الرصاصات فى جسديهما, وبعدها التفت عمر حيث السيارة التى خرج من خلفها البقية المختبئة واقتربوا من التلة بعد ان اطمئنوا لقيام زملائهما بالقضاء على المقاوم وسلاحه الحاصد


وجرى عمر بكل قوته وهو يصرخ

ماااااالك


وورصاصاته مدفعه دون تفكير تحصد الجنود الروس الذين فوجئوا بوجود عمر واختفاء زميليهما


ظل عمر يطلق النار حتى أرداهم جميعا ولم تتوقف أصابعه عن الضغط على الزناد الا عندما فرغ سلاحه تماما


ألقى بسلاحه من بين يديه وعاد الى صديقه وحمل رأسه بين يديه وأسندها الى ساقه ووضع يده على صدره محاولا ايقاف الدماء التى سالت بغزاره وهو يقول والأسى والأم يقطر من كلماته: مالك . صديقى.اطمئن . انت بخير ..هأنقلك المعسكر وهايعالجوك, لازم يعالجوك

ابتسم مالك كعادته ولكن ابتسامته هذه المره كانت شاحبة, وانتصر الألم على ملامح وجهه الباسم دائما, لكنه تماسك من اجل صديقه وقال : لماذا أرى وجهك عابسا ..ابتسم يا صديقى.. هل...

غلبه الألم فصمت قليلا ثم قال : هل تريدنى أن أغيظك وأغنى لك في ليلة مولد الذئب

حاول الضحك لكنه لم يستطيع : يبدو أنك ستعود للبيت بدونى

سالت دموع عمر غزيره وهو يقول بصوت حزين : اسكت ..ما تقلش كده . هاترجع معايا, مش ممكن أرجع من غيرك أبدا ..هاترجع معايا,

انت فاهم

مش ها تموت أبدا


مالك بضعف : كلنا سنموت يا صديقى. المهم هو كيف سنموت؟

أوصيك بأمى وزهرة والصغيرين ..وأخبر أبى أننى أصبحت ذئبا يفخر به

انتحب عمر وتساقطت دموعه وقال بعناد : لا .مش ها تموت يا صديقى ..هاتفضل معايا لحد ما تحقق أحلامك..هانحقق أحلامنا سوا, فاكر؟

أحلامنا يا مالك ..هانحقق أحلامنا سوا

مالك : سامحنى يا صديقى ..لأننى أخفيت عنك أكبر حلم فى حياتى ..انه حلم تتضاءل بجانبه كل الأحلام
حلمى أن أموت شهيدا وأكون مع أخواى فى الجنه

عمر بحسره : لا. مالك . ماتسيبنيش لوحدى ..انت صديقى الوحيد

لم يرد مالك, ولكن شخص بصره الى السماء وقال بشرود : شامل. خالد. اشتقت اليكما

يصمت قليلا ثم يقول : ماذا تريدنى أن أقول يا خالد؟

يتلفت عمر حوله فلا يجد مخلوق غيرهما فيعقد حاجبيه وهو يراقبه بدهشه صامتا

يرفع مالك سبابته اليمنى الى السماء ويقول : أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

وتفيض روحه الى بارئها فتسقط يده وتتعلق عيناه بالسماء وتستقر على وجهه الطفولى الجميل أروع ابتسامه يمكن أن يراها انسان


صرخ عمر بلوعه وهو يحتضنه بقوه: ماااااااالك ..أخويا . صديقى . حبيبى ..ماتسيبنيش لوحدى

لازم ترجع معايا .لازم نرجع البيت سوا, مش هارجع من غيرك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:35 pm



رفع الذئب رأسه من الأرض وهو يشعر بآلام رهيبه فى جانبه ..نظر الى القائد حكيم الذى أمسك به بلهفه وهو يقول : هل أنت بخير؟

هز الذئب رأسه ولم يتكلم

رأى المجاهدون الذئب والقائد حكيم وهما يسقطان فى منطقه مكشوفه للروس فكثفوا اطلاق النار بصوره كبيره أربكت الروس وأدت الى تراجعهم قليلا فتقدم المجاهدون عدة خطوات ليغطوا القائدين

تحامل الذئب على نفسه ونهض بصعوبه وأمسك بذراعى القائد حكيم وأخذ يجره باتجاه موقع المجاهدين تحت ساتر النيران التى يطلقونها

فصرخ جوهر الذى كان يقف فى المقدمه : سأنزل اليهم احمونى

نزل من الجبل يجرى بكل قوته ومعه أحمد حتى وصلا الى سفح الجبل فوجد الذئب قد وصل قبلهما فأخذاهما الى منطقه آمنه
وفشل الحصار الذى دام ثمانى ساعات وانسحبت القوات الروسيه من الموقع تجر أذيال الخيبه

وساعد جوهر وأحمد القائدين على الوصول الى موقع المجاهدين

ورفض الذئب الإعتماد على كتف جوهر وتحامل على نفسه حتى وصل الى الموقع على قدميه.فسأله جوهر بقلق : كيف حالك؟

قال الذئب بهدوء : اصابه بسيطه ..لا شئ خطير

كشف جوهر عن مكان الإصابه وقال بجزع : يا الهى ..أنت مصاب بشده

نظر الى بقية المجاهدين وقال : يجب أن ننقلهما الى أقرب مستشفى ميدانى

فى المستشفى قام الأطباء بمعالجة الذئب واستخراج الرصاصه من جانبه وأصر جوهر على البقاء معه حتى يطمئن عليه

ولم يلبث أن رأى الطبيب حتى سأله بلهفه : كيف حاله الآن؟

الطبيب : الحمد لله هو الآن بخير ..

عجيب أمر هذا القائد .كيف تحمل كل هذا؟.لقد استخرجت من جسده رصاصه عيار 12.7 مم

جوهر بدهشه : ماذا؟ ..انها ذخيره تستخدم لإختراق المدرعات والمواقع الحصينه ولكنها تجعل اللحم البشرى مثل اللحم المفروم ...

والغريب أنه لم يظهر لنا أى دليل على الألم . بل تحامل على نفسه وأنقذ القائد حكيم

الطبيب بدهشه : من هذا القائد؟ وكيف يتحمل جسده كل هذا؟

جوهر : هو دائما يدهشنى هكذا انه يقوم الليل كل ليله ولا أراه الا صائما ..لم أشاهده يأكل أو ينام ..لا أعرف كيف يعيش؟!!

كما أنه قليل الكلام دائم الشرود حزين

الطبيب بعجب : ترى . ما الذى حدث له فى حياته ليصبح هكذا؟

.................................................. ........

لم يستطع عمر أن يتذكر أبدا كيف عاد بمالك الى البيت؟ ولا ماذا ركب ولا من ساعده

كل ما استطاع أن يتذكره هو أنه حمل جسد مالك الشهيد على كتفه وانطلق يجرى ويجرى ويتعثر ويسقط ثم ينهض ويحمله ويجرى من جديد وهو يبكى وينتحب والدموع تغرقه

حتى ..جفت دموعه تماما تاركه خطين واضحين على خديه ولم يعد يجد دموعا يذرفها

لم يتوقف عمر عن الجرى الا عندما فتح محمد باب البيت ونظر اليه وهو يحمل جسد مالك الشهيد بين ذراعيه

نظر اليه محمد طويلا بصمت, وتغير لون وجهه وتفجر الحنان من عينيه ونطقت ملامحه بالألم واللوعه .

لكن عيناه لم تذرفان دمعة واحده ..

اقترب من رأس مالك ومسح على شعره بحب كبير

تأمل عمر محمد بصمت طويلا وفهم أخيرا لماذا لا تبكى الذئاب

لقد جفت دموعها من كثرة البكاء والألم

حمل عمر ومحمد جثمان مالك المغطى بعلم بلاده ووجهه مكشوف يحمل نفس إبتسامته الجميله وخلفه يسير المجاهدون

وأخذ عمر ينظر الى محمد بدهشه وعجب فهو صامت تماما ولم يذرف دمعه واحده ..

حتى وصلوا الى المقابر وكان محمد هو الذى يقوم بكل شئ فهو الذى جهز القبر بنفسه ونزل فيه

ثم نظر الى عمر ومد اليه ذراعيه ليناوله جسد مالك .

لكن عمر تسمر فى مكانه وظهر على وجهه الألم وهو ينظر الى محمد بدهشه واستنكار وهو يفكر كيف له أن يدخل صديقه بيديه الى التراب

أومأ الأب اليه .لكنه لم يتحرك .

فسارع المجاهدون بحمل الجثمان وناولوه للأب الذى احتضنه بقوه ونظر فى وجهه الجميل نظره طويله وقبل جبينه ثم أرقده بحنان

كان عمر يلقى النظرات الأخيره الى صديقه والحزن وألم الفراق يكاد أن يفتت قلبه

وبعد أن انتهى محمد من عمله وقف أمام القبر بجوار عمر الذى قال بعد صمت طويل : الآن فقط فهمت ..ماذا يعنى أن تفقد أغلى الأصدقاء

زفر الأب زفره حاره بحرارة اللهيب المشتعل فى أعماقه ثم وضع ذراعه على كتفه وقال : هيا لنذهب الى البيت يا بنى

التفت اليه عمر بكل جوارحه ونظر اليه نظره طويله وهو يفكر .. (بنى) لأول مرة يقولها, ولأول مرة يستشعر عمر كل هذا القدر من الحب فى صوته

ارتمى عمر بين أحضانه, ليشتم فيها حنان مالك أغلى انسان عرفه وأغلى انسان فقده

واحتضنه الأب بقوه عله يهدئ من حريق فؤاده لفقد الأحبه أو يداوى جراح قلبه المكلوم

-----------------------------------------------------------

فى البيت ...جلس عمر مطأطأ الرأس حزين

رفع رأسه ببطء وقال بألم : لماذا مات؟

تعجب عمر من نفسه

لأول مرة يتكلم بهذه الطريقة, كيف ينطق لسانه بالفصحى وكأنما لم يعرف غيرها فى حياته

فى لحظة واحدة نسى كل ماضيه, وكأنما عاش حياته كلها على هذه الأرض, فى لحظة واحدة انقلب عقله وقلبه ولسانه, ليتحول الى ذئب شيشانى

فى لحظة واحدة نسى عمر الديب ليعيش عمر ديساروف

التفت اليه الأب ببطء : مالك لم يمت ..انه شهيد

عمر وكأنه لم يسمع : لماذا قتلوه؟..لماذا مات بهذه الطريقه؟

تنهد الأب بحراره وقال : لأنه أراد ذلك

هب عمر من مكانه وقال بانفعال : لا..لم يكن يريد الموت, كان يحب الحياة بجنون..

لقد عشت معه أياما طويله تشاركنا فيها الطعام والشراب, الألم والسعاده ..كان يحكى لى أحلامه..كان يحلم ببيت صغير وزوجه جميله وأطفال..

لماذا لم يحقق حلمه؟

الأب بهدوء : ومن قال أنه لم يحقق حلمه؟ .

لقد اتخذ أقصر وأسرع الطرق لتحقيق الأحلام...لقد مات شهيدا من أجل الوطن

يصرخ عمر : اللعنه على الوطن ..أى وطن هذا ؟ الأرض البيوت ..الجبال؟ ..مالك أغلى من كل هذا..لماذا نقتل من أجل وطن تموت فيه الأحلام؟

الأب بقوه : عندما يستباح الوطن ..يستباح كل شئ .

وتصبح الدنيا سوق كبير للنخاسه فيه الإنسان أرخص من تراب الأرض

أتاه صوت زهرةالحزين : لقد آثر مالك الموت على حياة أرخص من التراب..لقد نال ما تمناه ..أنا سعيده لأجله

عمر بدهشة غاضبة : أتقولين هذا؟ وهو الذى كان يحبك أكثر من أى شئ ؟ لقد كان يتمنى زوجة مثلك

زهرة ودموعها تسيل على خديها : وأنا أحبه وسأفتقده كثيرا ..

ولكن لا يجب أن يتحول الحب الى أنانية وقيد لمن نحب فنحن لا نحزن عليهم بقدر ما نحزن لأنفسنا, نحزن لفقدنا لهم ووحدتنا من بعدهم.. ان كنا نحبهم حقا فيجب أن نتخلى عن أنانيتنا ونتمنى لهم السعادة التى لم ينالوها فى هذه الحياة

لقد نال مالك أقصى ما تمنى ..الشهادة مثل أخوينا وأمنا

عمر بدهشة : هو الذى أخبرك بهذا؟

زهرة : لم يكن بحاجة لأن يخبرنى حتى أعرف ما يفكر فيه ...
انه أخى

التفتت اليه وقالت : انت أيضا كنت تعرف

انتفض بغضب وهتف قائلا : لا ..لم أكن أعرف

زهرةبشجن حزين : بلى كنت تعرف ..لكن بداخلك طفل عنيد يخشى أن يصدق الحقيقة

صمت عمر تماما ولم يستطع أن يرد ..وكأن زهرة قد كشفت كل ما فى نفسه .

وطال صمته وهو يفكر بعمق.وفجأه هب من مكانه وفتح الباب فاصطدم بوجهه الهواء البارد وسمع محمد يقول : عمر .. الى أين تذهب ؟

عمر بغضب : سأثأر له ..يجب أن يدفعوا الثمن غاليا

محمد : وكيف ستطفئ نيران ثأرك؟ تقتل عشرة ..عشرون ..مائة؟..وبعد؟
لن يحقق هذا ما كان يحلم به مالك

محمد بهدوء : ما لهذا نحارب.... فهدفنا ليس الإنتقام ..
الحرية يا ولدى ..اننا لا نسعى الى الإنتقام ..بل نسعى الى الحرية
وهذا هو مالايريدونه لنا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:37 pm


أيها القائد.....

غادر الذئب شجونه وشروده والتفت الى جوهر الذى يقود السيارة بجواره وهو يقول باشفاق : مازلت شاردا حزينا كعادتك!!..

أليس هناك نهاية لأحزانك؟

أدار الذئب وجهه ونظر الى الطريق المظلم بصمت فقال جوهر بلهجة اعتذار : عفوا لم أقصد أن أتدخل فيما لا يعنينى ...ولكن ..ولكنك صغير السن وتحمل فوق رأسك هموما لا يتحملها جبل

قال الذئب باقتضاب منهيا الحوار الذى كان من طرف واحد: وصلنا الى الموقع

ابتلع جوهر ريقه بحرج وأوقف السيارة الصغيرة التى يقودها وفيها الذئب واثنين آخرين من كتيبته وخلفهم ناقلتين كبيرتين ..واحدة تحمل الجنود والثانيه تحمل العدد والآلات والأسلحه والذخيره

نزل جوهر من السيارة وهو يقول :لقد درست المنطقه جيدا..هذا الجبل خلفه طريق للإمدادات يصل الى قاعدة عسكرية ..نستطيع اصطيادهم من فوق هذا الجبل وقطع طريق امداداتهم

الذئب : حسنا ولكن أريد أولا تمشيطا دقيقا للمنطقة وما حولها . يجب أن نتأكد أنها آمنه تماما

انتشر المجاهدون وأخذوا يمسحون المنطقة وهم يحملون أسلحتهم المجهزة والمعدة للإطلاق ثم بدأوا يصعدون الجبل يتقدمهم الذئب وأخذوا يفتشون الجبل تفتيشا دقيقا فلم يتركوا حجرا ولا حفرة الا وفتشوها ..

دخل الذئب الى أحد الكهوف وأضاء كشافه القوى وأداره فى أرجاء الكهف الصغير, وشعر من الآثار على الأرض أن هذا الكهف يحمل آثار شخص دخله قبلهم بمدة قليلة

شعر بحركة مريبة فقفز بحركة سريعة الى جانب الكهف وأطلق وابلا من النيران ومع الطلقات السريعه التى دوت فى الكهف بصوت يصم الآذان سمع صوت صراخ يهتف : توقف ..لا تطلق النار. لا تطلق النار.

أوقف الطلقات وبدأ يتبين مصدر الصوت بحذر فرأى على ضوء الكشاف فتى أشقر يخرج من خلف صخرة كبيرة فى جانب الكهف
قال بصوت مذعور وهو يلهث : توقف . أنا صحفي

كان المجاهدين قد تجمعوا على صوت طلقات النار

أخرج الفتى هويته وهو يتأمل الوجوه المتشحة بالسواد, والعيون التى تنظر اليه فى ترقب وحذر, وانتابه الخوف, لكنه تماسكت أمامهم

تفحص الذئب بطاقته بالكشاف

أخذ الصحفي يلهث من الخوف والإنفعال وهو يقول : أنتم مليشيات المقاومة؟

جوهر : نحن المجاهدين ..أهل هذه البلاد

تنهد بعمق وقال : آه ..أخيرا وجدتكم..كنت أبحث عنكم من مدة طويلة

مد يده بالسلام نحو الذئب الذى كان أقرب الموجودين اليها وهو يقول : جاك جوليان صحفي

مد الذئب يده نحوه ورد اليه بطاقته وسمعه يقول من خلف لثامه الأسود الذى لا يظهر سوى عينيه : وما الذى أتى بصحفي فى هذا المكان ..ووحده ؟

أصابته الدهشه من معاملته الجافه ولهجته الخشنة ..لكنه تجاهل ذلك وهو يقول : أنا فى مهمة صحفية هنا مع فريق من الصحفيين وكنا فى القاعدة العسكرية الروسية القريبة من هنا لعمل لقاءات وأحاديث مع الجنود

ابتسم وهو يكمل : لكننى هربت من المعسكر الروسى وسرت حتى وصلت الى هنا وعندما هبط الليل اختبأت فى هذا الكهف

الذئب بخشونه : ولم فعلت ذلك؟

قال بسرعه : لأننى كنت أبحث عنكم..الجميع يقابل الجنود الروس ويتتبع أخبارهم وينشرها .وأما المليشيات .فلا أحد قابلهم أو تحدث معهم أو حتى سمع وجهة نظرهم وأنا أريد أن أحظى بهذا السبق

التفت الذئب مغادرا الكهف بغضب دون أن يتكلم ونزل من الجبل بسرعة وخلفه جوهرالذى سأله : ماذا سنفعل به أيها القائد؟

قال بضيق : سأصطحبه لأقرب قرية بها ممثلى اللجان الدولية

هتف جوهر : أتعلم كم تبعد عن هنا؟.المخاطرة كبيرة ..الأفضل أن نأخذه لأقرب معسكر للمجاهدين وهم يتولون اعادته

الذئب بتجهم : لو فعلنا ذلك لأمتلئت صحف الغد بوصفنا بكلمات مثل الإرهابيين الخاطفين, ولتحولت قصته لأفلام تبكى العالم عن المتوحشين الذين اختطفوا الصحفي البريئ

جوهر : لكنه عندما يعود بالتأكيد سيوضح لهم الأمر وينشره

الذئب : قد لا يحالفنا الحظ لهذه الدرجة ويظل حيا حتى يصل الى بلاده وينشر الحقيقة ..لذلك يجب أن أعيده الآن وفورا

جوهر : ولكن الطريق طويل وخطروقد يرصدوا السيارة وعندها...

الذئب : على الأقل عندها لن يكون فى معسكراتنا ولن يستطيع أحد أن يقول أننا اختطفناه أو عذبناه

وصل الى مكان السيارات وقفز الى السيارة الصغيرة وقال بلهجة آمره : أحضره الى هنا ..سأقوم باعادته بنفسى واستمروا أنتم فى تنفيذ الخطة, تعلم موعد ومكان اللقاء مع مجموعة القائد سليم
يجب أن تنجز الخطة بدقة شديدة ..هل فهمت

هتف جوهر بانفعال : ولكن ذلك خطر كبير على حياتك ..كما أنك قائدنا ..فلتختار أحد آخر لإصطحابه

قال الذئب بخشونة : نفذ الأوامر

التفت جوهر باستسلام لتنفيذ الأمر لكنه توقف عندما سمع الذئب يقول : جوهر ..

التفت اليه فقال الذئب بتأكيد : أنت القائد من الآن

صرخ جوهر بدهشه عارمه : لا ..مستحيل أنا...!!!

قاطعه الذئب قائلا بثقه : أعتمد عليك

ابتلع جوهر ريقه بصمت وعجب ولم يدرى ما يقول

وصل جاك الى السيارة التى جلس الذئب خلف عجلة قيادتها وقال له باقتضاب : اركب

فسأله بدهشه : الى أين؟

قال ووجهه الى الطريق : سآخذك لأقرب منطقة فيها ممثلى اللجان الدولية والصليب الأحمر

هتف جاك باعتراض : ولكنى لم أتم مهمتى هنا بعد

زفر بضيق وقال بصوت أصابه بالرعب : اركب

ركب بسرعة وانطلق الذئب بالسيارة وخلفه عيون المجاهدين

اقترب أحمد من جوهر وسأله : لماذا لم يأمر أحد منا باعادته ؟


قال جوهر وعينيه على السيارة التى ابتعدت بمسافه كبيرة: أظنه يخشى أن يتحدث أحد منا معه فيستطيع استدراجه للبوح بأسرار محظورة


كل ما أرجوه هو ألا يفقده عقله حتى يصل سالما الى القريه

التفت خلفه ينظر الى الجبل وزفر بقوة قائلا : هيا فلدينا عمل يجب أن ننجزه

لم ينطق الذئب بكلمه واحده منذ أن انطلقا بالسيارة وأخذ جاك يتطلع اليه من حين لآخر ينتظر أن يسأله أو حتى ينظر اليه لكنه لم يفعل فقال :

أظنك تتساءل لماذا لم أخاف منكم برغم ما يشيعه الروس عنكم من أنكم ارهابيين متوحشين آكلي لحوم البشر .. وانكم تتلذذون بتعذيب وارهاب الآخرين؟

انتظر أن يرد . لكنه لم يلتفت حتى اليه

فقال يستحثه : أنت تتعجب..تتعجب أليس كذلك؟

تجاوز صمته وقال وكأنه رد عليه : لأن من عادتى أن أقرأ كل ما كتب عن أى موضوع أريد أن أكتب عنه
وأشد ما أثار عجبى ما كتبه عنكم سولجنستين وكذلك ما كتبه المؤرخ الأوروبي ("روبرت كونكوست" في كتاب "قتلة الأمم"ألا تريد أن تعرف ما قاله عنكم؟

أكمل عندما لم يرد : كتب "لقد كانوا أسودا ذوي شهامة عسكرية تجلت في معاملتهم للأسرى والجرحى من الأعداء ولا غرو في ذلك، فقد كان القادة هم العلماء الذين يقاتلون دفاعا عن أرضهم ودينهم حتى آخر جندي وآخر سيف". )*
أليس غريبا أن يكون هذا هو رأى أعداءكم فيكم..؟
لهذا سعيت لمقابلتكم دون خوف..كنت أريد أن أتأكد من مدى صدق هذه العبارة

صمت قليلا ليفسح له المجال ليتكلم ..لكنه لم يفعل ..زفر بغيظ وقال : الجو هادئ تماما على عكس ما كنت أتوقع

استفزه بشده صمته الغريب . فنظر اليه بدقه برغم الظلام الذى لم يخفف منه سوى ضوء القمر وانعكاس مصابيح السياره القوية سأله بدهشه : هل انت متزوج؟ !!..عجبا رغم أن سنك صغير..أتساءل من هى المرأه التى تستطيع أن تتحمل حياة كتلك التى تحياها ؟

لم يستطع أن يرى ارتعاشة عضلات وجهه التى توارت خلف لثامه الأسود ..لكن صمته أصابه بالغيظ الشديد فقال بضيق لا أفهم كيف يمكن لإمرأه طبيعيه أن تقبل بالزواج من رجل مثلك لديه كل هذه القدره على الصمت؟

غمرته أمواج من الحزن من جديد, كان رأسه يجيش بالذكريات ويملأ أذنيه صوت ضحكات قادمه من بعيد وهى تقترب وتقترب ويعقبها صوت جميل حبيب اليه أشعل الحنين فى قلبه وهو يهتف بحب: أنت كما أنت لن تتغير أبدا. منذ أول يوم فى زواجنا وأنت تسألنى نفس السؤال

عمر بحب : وحتى الآن لم تجيبينى ...
أخبرينى بصدق ..كيف لفتاة مثلك أن تقبل بالزواج ممن هو مثلى ؟

ابتسمت وهى تملأ عينيها بملامح وجهه : ربما أرى فيك ما لا يستطيع الآخرون رؤيته

عمر ساخرا : اذن فهل أصبح كل الناس من العميان؟

ضحكت وقالت : لا يا حبيبى ولكنهم لا يملكون قلبى ولا عينى ليروك بها

تنهد بعمق وقال بشرود : كم كان خالى رجلا عظيما - رحمه الله- ..كان يعطى بلا حدود .. منحنى أغلى ما لديه وأخشى ألا أكون جديرا به

اتسعت ابتسامتها قائلة : رأى فيك ما رأيته أنا

تنهدت بحراره وهى تكمل : ولكن بداخلك طفل عنيد ..يخشى أن يصدق الحقيقه
أتعلم أنك تشبهه كثيرا, أقصد فى طريقة التفكير والتصرفات
يبدو أن الفترة التى قضيتها بصحبته جعلتك تتوحد معه وتأخذ منه أشياء كثيرة

عمر بحب : وأكثر ما أخذت منه هو حبه الكبير لك


أيها القائد ..هل تسمعنى؟

أفاق من شروده على صراخ جاك المغتاظ فالتف اليه بدهشه قال بغيظ شديد : كنت قد بدأت أظن أنك فقدت السمع كما فقدت الكلام فمنذ أن انطلقنا بالسياره من ساعه ونصف وانت لم تفتح فمك أبدا.. لاأدرى من أين لك بكل هذه القدرة الجبارة على الصمت

عقد حاجبيه و أنصت بإهتمام كبير
أوقف السياره فجأه فارتج جسده بعنف وهتف : ماذا حدث؟

قال بتوتر : لقد رصدوا السياره ..انزل بسرعه

نزل من السياره وانطلق يجرى خلفه بسرعه كبيره عندما وصل الى مسامعه صوت هدير طائرة مروحيه وتساءل فى نفسه ..كيف استطاع أن يلاحظ صوت المروحيه من هذا البعد؟

ظلا يجريان حتى وصلا الى منطقه جبليه واختبئا خلف الصخور

نظر الذئب من مكمنه فوجد ضوء المروحيه القوى مسلط على السياره ثم أخذت المروحيه تجول فى المنطقه بكشافاتها القويه بحثا عمن كانوا فى السياره

بدأ الذئب ينظر حوله يبحث عن مكان أكثر أمنا ثم قال لجاك : اتبعنى

سار خلفه بهدوء منحني الرأس وهو تخشى أن يعلو صوت دقات قلبه المرتعب ويصل الى مطارديهما..حتى وصلا الى ممر ضيق فى الجبل فسأله جاك بخوف : ماذا سيفعلون بنا ان وجدونا؟

قال بثقه : ان شاء الله لن يجدونا

قال بقلق : لماذا يطاردوننا؟ وكيف علموا بموقع السيارة

قال بهدوء غريب وبصوت يشع بالفخر والثقة : لا يطاردوننا نحن,
لاشك أن جوهر نجح فى مهمته, وأثار كل الكلاب المسعورة, فخرجت تبحث عن أى فريسة تنفث فيها نيران انتقامها وغلها

قال برعب : أتمنى ألا نكون نحن الفريسة

وجهت المروحيه بحثها الى الناحيه الأخرى من الطريق حيث ترك السياره على الجانب الآخر للطريق وانطلق يجرى فى الإتجاه العكسى كنوع من التمويه

وبعد أن قامت بعدة حركات دائرية, ابتعدت لتبحث فى مكان آخر

وعندما اطمئن لإبتعادها, خرج من مكانه وبدأ بعبور الممر مسرعا ولكن بحذر وجاك خلفه حتى وصلا بعد مدة طويلة الى الجانب الآخر من الجبل

ألقى جاك بجسده المنهك على الأرض يستريح من عناء عبور الممر الغير ممهد والملئ بالصخور وقال وهو يلهث بعد أن ابتعدا عن المروحية : والآن ..ماذا سنفعل؟

قال باقتضاب : سنمشى

هتف بدهشه : ماذا؟ نمشى؟ أكاد أموت تعبا

كانت عيناه تجولان فى المكان وهو يقول : المكان هنا غير آمن, وقد يعودون من جديد ..لابد أن نرحل فورا

مد يده اليه وكأنما يطلب منه دون كلام مساعدته على النهوض

فأخذ بيده واستدار ومضى فى طريقه بصمت وجاك خلفه يترنح من التعب ويكاد ينفجر غيظا من تصرفاته.

بدأ الفجر يغشى الليل معلنا مولد يوم جديد, عندما ارتم جاك على الأرض ليلتقط أنفاسه من فرط السير على أرض جبلية غير ممهدة, وعندما رفع عينيه اليه, غمرته الدهشة عندما رأه يوليه ظهره ويعيش مع صلاته

زفر بقوة, وهز برأسها فى عجب وهو يتساءل فى نفسه : أى قوة يمتلك هذا الرجل؟ وأى سكينة تهبط عليه فى تلك اللحظات الحرجه, وتجعله يصلى بكل هذا الخشوع برغم الخطر المحدق بنا؟


أنهى صلاته, وعاد يسير فى طريقه, ونهض باستسلام صامت يتبعه بعد أن أدرك أن أى اعتراض يبديه ليس له جدوى أمام شخصيته القوية الآمرة

سارا لمدة طويلة, حتى صعدا الى جبل قصير ثم بدءا فى النزول من الجانب الآخر مع أول خيوط الشمس, ألقى بعينيه أسفل الجبل وتنهد وهو يقول بسعاده كبيرة : أخيرا, قرية هناك, سنأكل ونرتاح

قال بهدوء وهو ينظر نحو القرية البعيدة : لاتتعلق بالأمل كثيرا حتى لا تصاب بصدمة

التفت اليه بحده وسأله : ماذا تقصد؟ لم أفهم كلامك

قال باقتضاب : ستفهم عندما نصل الى هناك

وعندما وصلا الى هناك أدرك الصدمة التى كان يتحدث عنها, بل عايشها بكل مشاعرها .



كان الدمار الذى لحق بالقريه مروعا بحق ..سار داخل القرية يتأمل البيوت المهدمة والمحال والسيارات المحطمة وهو فى غاية الذهول
)هذه الصور اثناء الحرب الروسية على الشيشان والتى ماتزال مستمرة)







حتى أتاه صوته الغاضب : (هكذا هم فى حروبنا معهم عندما يهاجمون الشيشان فى كل مرة يستخدمون فى تقدمهم سياسة الأرض المحروقة فلا يتركوا أخضرا ولا يابس ..حتى المناطق التى أخليناها ..لم يتقدموا فيها حتى أحرقوها تماما بكل ما أوتوا من قوة تحسبا وخوفا من عودتنا)*

قال جاك بألم وهو ينظر حوله ويتأمل الدمار بذهول : مستحيل ..انهم وحوش ..قتلة ..يجب أن يحاكموا أمام العالم كمجرمى حرب, تلك القرية الامنة , ما ذنب سكانها من المدنيين الأبرياء؟

زفر عمر زفرة حارقة من قلبه المشتعل : يرون الشعب الشيشاني كله شعباً إرهابياً حتى الطفل الصغير ، ولذا فهم لا يفرقون بين المجاهدين وبين المدنيين من الشيوخ والنساء والأطفال ، فقذائف الطائرات والصواريخ بعيدة المدى تستهدف المدنيين حتى تجليهم عن أرضهم،وقد حصل منجراء هذا القصف مذابح مروعة للمدنيين راح ضحيتها الكثير من الشيوخ والنساء والأطفال

ماذا ستفعل لو رأيت بعينيك المذابح المروعة التى تبكيلها العيون وتتفطر لها القلوب .

دفن المه بين ضلوعه وقال يتعجله : هيا لا وقت لدينا, علينا أن نغادر بسرعه

لم يستمع اليه وأخرج الكاميرا من حقيبته وبدأ يلتقط صورا كثيره لمناظر الدمار الرهيب الذى حل بالقرية

تركه الذئب يلتقط ما يريده من صور ولم يعترض بل أخذ يدور فى المكان ليتأكد أنه آمن

توقف جاك طويلا أمام احد البيوت المحترقه وأخذت يتأمل أحد جدرانه المهدمة, والتى كتب عليه بخط كبير

(مرحبا بكم فى الجحيم) "كتبت هذه العبارات بالفعل على جدران المنازل فى جروزنى أثناء الحرب"


تساءل جاك بدهشه : كيف تحمل المدنيين كل تلك الأهوال والمآسى؟

رد عليه دون أن يلتفت وظهر الحزن عميقا فى صوته : من أجل هذا غادر المجاهدون الى الجبال

قال والدموع فى عينيه وصوته يكاد يختنق من البكاء : ولكن لم يفعلون ذلك؟

لم يرد عليه ..كان عقله فى مكان آخر, وروحه تحلق بعيدا هناك


........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:37 pm



عمر ..أرى فى عينيك خوف وقلق

ابتسم عمر وقال : ياربنا ..كيف أستطيع أن أخفى عنك شيئا؟ لديك كاشف للأسرار أعجز تماما عن خداعه

زهره بحنان : هيا . اعترف ..ماذا يقلقك الآن؟

اختفت ابتسامته وقال بأسف : أصدرت القياده أوامرها لنا بالإنسحاب من العاصمه وتركها للروس, لم يعد أهل البلاد المدنيين بقادرين على تحمل هذا الجحيم المستعر
لقد صبروا معنا طوال اشهر, فقدوا فيها كل شئ, وبقوا صامدين تحت الحصار فى أقسى ظروف يمكن أن يعيشها انسان, والآن, علينا الخروج حتى لا تفنى جروزنى...

تنهد بأسى وهو يقول : لأشد ما يؤلمنى هو أننى سأضطر لتركك هنا أنت وأمك وأخويك وطفلتنا والرحيل مع المجاهدين

ابتسمت محاوله التخفيف عنه وقالت محاوله تغيير مجرى الحديث : مازلت مصرا أنها طفله وليس طفل !!

تعود لعمر ابتسامته وهو يقول : طفله أو طفل ..المهم أن يشبهك

زهره باصرار : ولكنى أريد ولدا يشبهك أنت

ينتفض عمربطريقه طفوليه ويهتف : يفتح الله ..هارجع فى البيعه
مش كفايه واحد منى فى العيلة؟

ضحكت زهره بشده وقالت : لم تنسى أبدا اللهجه المصريه ..مازال يجرى فى دمائك حبك لمصر !

ابتسم بحنين كبير وظهر فى وجهه عاطفه جياشه وهو يقول : وكيف أنسى أجمل سنوات عمرى ..ملاعب الطفوله والصبا ومراتع الفتوه ..

أمى فتحية وأبويا بسيونى,

قهوة عم جاد . القلعه . مسجد السلطان حسن ..بوابة المتولى..

الكره الشراب والطيارات الورق وهي مالية السما زى النجوم,

وشمس الأصيل ونسيم العصارى ونهر النيل

وريحة الورد البلدى ..

بحر اسكندريه وهواه

أغمض عينيه واستنشق الهواء بقوة وكأنما يستشعر طعم الهواء فى خياله وقال : كيف أنسى الدفء بلا حدود؟

ابتسمت زهره وقالت : لقد أحببت مصر دون أن أراها .. تصفها كأجمل ما تكون.. حقا أثرت شوقى لرؤياها

التفت اليها وقال بسعاده : حقا؟

هزت رأسها بالموافقه فأكمل بحماس : أعدك عندما أعود . ويخرج الروس من الشيشان . سأعمل كل جهدى لنزور مصر معا ..اتفقنا؟

هزت رأسها موافقه بسعاده, فجأة فقد ابتسامته وشرد بعيدا وقال : هذا ان عدت

هتفت بقوه : ستعود ان شاء الله ...أعلم أنك ستعود .فيجب أن يعود الذئب مهما طال الزمن وقست الظروف


عدت لشرودك من جديد
ألا تسمعنى اخاطبك؟

أدار عمر رأسه ببطء تجاه جاك التى أصابته الدهشة من منظر عينيه الحزينتين الخاويتين وكأنما ينظر الى الماضى لااليه
قال بتعاطف كبير: كان الأمر بشعا..أليس كذلك؟

أكمل بأسف دون انتظار رده : وجروزنى هى دائما الأكثر معاناة

عجز عمر عن اخفاء الألم الممزوج بالغضب فى صوته وهو يقول : شهور تحت القصف الرهيب والحصار الحديدي
ثلاثة آلاف بالأسلحة الخفيفة, أكبرها الهاون 120مم، وقليل من القذائف التي نغنمها من الروس مقابل مائة ألف جندي أو يزيد تدعمهم المدفعية والطائرات
جرّب الروس فيها كل الأسلحةالمحرمة دوليا, القديمة والجديدة الكيماوية منها والعنقودية والفراغية
دمرواالمدينة تماماً تقريباً وحتى الطرقات لدرجة أنهم عندما دخلوها لم تستطع الدبابات أن تمر فيها.







تنهد بمرارة كبيرة وقال : هل شاهدت يوما قنابل فراغية 9طن ؟

انها تقسم المبنى عشرة طوابق إلى قسمين حتى الملجأ السفلي،

قتل الكثير والكثير من المجاهدين والسكان العزل تحت الهدم ، ورغم هذا كان تقدم الروس في المدينة بطيئاً جداً

كل يوم وبعد معارك عنيفة فى مائة متر فقط ، يسوون البيوت بالأرض فيتراجع المجاهدون إلى المربع التالي بعد خسائر فادحة في الروس حتى المستشفيات التى تحت الأرض قصفها الروس بشدة

وقلّت المؤن والذخيرة ولم يبق في المدينة مدينة ، حتى أن الروس عندما دخلوها بعد خروجنا لم يجدوا فيها مبنىً سليماً فقرروا أن يجعلوا مدينة "جود رميس" العاصمة المؤقتة ،

جاك بتفهم : ولهذا انسحبتم متسللين خارج العاصمة

التفت اليه بحدة وقال بغضب : لم نتسلل ابدا, أهذا هو ما يسوقه اعلامهم وترمى اليه صحافتهم؟
لقد اجتمع القادة وتشاورا وقرروا الخروج من جروزني بكامل أسلحتهم في اتجاه ممر"يرمولوفكا" المعروف والمحاط بالروس

وتقدم القادة في البداية يفتحون الطريق بأنفسهم وقد قتل وجرح معظمهم لكثرة الألغام والقصف المباشر ولم ينج منهم إلا قليل

واستمرت القافلة إلى أن وصلت إلى الجبال الجنوبية ورغم الجراح والمعاناة لم يجرؤ الروس على المواجهة المباشرة

جاك بتأثر شديد : وماذا عن المدنيين؟ ماذا فعل بهم الروس عندما دخلوا المدينة ؟

عندما ترك عمر جروزنى لم يكن يتوقع ابدا أنه سيعود اليها بهذه السرعه وبهذه الطريقة وقبل أن يخرج الروس منها

علم المجاهدون أن القوات الروسيه التى احتلت جروزنى قد اشترت بعض الخونه والعملاء وأغرتهم بالمال للإبلاغ عن أى معلومات عن المجاهدين وأهليهم وأماكن بيوتهم

عندها جن جنونه وقرر العودة الى جروزنى ليلا ليرى زهره مهما كان الثمن ومهما كانت المجازفه وبرغم اعتراض القاده جميعا

الا أن أحد منهم لم يستطع الوقوف أمام اصراره الرهيب على العوده ليطمئن على زوجته فسمحوا له مضطرين بالعوده الى جروزنى ومعه اثنين من المجاهدين لمساعدته على التسلل ليلا الى هناك

وبالفعل استطاع عمر التسلل الى جروزنى والوصول الى بيته الذى تهدم نصفه تقريبا.

دخل الى البيت دون أن يشعر به أحد فوجد البيت مظلم تماما

أخذ يدور فى أنحاء البيت بهدوء حتى وصل الى حجرة المعيشه ..وهناك وجد زهره تجلس فى مكانها المفضل بجوار المكتبه الكبيره وهى تقرأ القرآن فى ضوء شمعه بجوارها وبقية الحجره غارقه فى الظلام

أجفلت زهره متعوذه عندما فوجئت بشبح أسود يقف فى الظلام ..لكنها عرفته بسرعه وقالت بدهشه وهى تحتضنه بحب وشوق: عمر !!
كيف أتيت الى هنا, يجب أن ترحل عن جروزنى فأنت فى خطر محقق

خلع عمر لثامه الأسود عن وجهه وقال بلهفه وهو يتمسك بها بقوة وكأنما يخشى أن تبتعد عنه : لا يهمنى أى شئ..لقد أتيت من أجلك ....زهره ..يجب أن ترحلى عن هنا فهناك خونه فى جروزنى يرشدون الروس الى بيوت المجاهدين فى مقابل المال ..يجب أن ترحلى قبل أن يخبروا الروس عنكى

زهره : لا يمكننى الرحيل ..أنت تعلم أننى طبيبه والمستشفى بحاجه الى, لدينا نقص فظيع فى الأطباء وأعداد الجرحى كبير,لا يمكننى الرحيل

قال باصرار : اسمعينى .لو أبلغوا عنكى فستفقد المستشفى طبيبه أخرى الى الأبد, لا يمكنك أن.......

ابعدت رأسها عن كتفه لتنظر الى عينيه وتتأمل ملامحه على ضوء الشمعة وهى تهتف بأسى : أنت لم تر ماوصل اليه الحال فى المستشفى
اننا نجرى العمليات الجراحية على ضوء المصابيح اليدوية ولمبات الغاز, والجرحى المساكين يقاسون البرد الشديد بالإضافة لآلامهم وجراحاتهم بعد انقطاع الغاز بسبب الحرب ،


الطعام غيرموجود حتى للأطباء والعاملين في المستشفى وان وجد فهو لا يكفي لتغذية المريض ، فالجرحى يتكفلون شراءه من خارج المستشفى بالإضافة لشراء الدواء
كيف اشرح لك؟

النقص فظيع فى الدواء والأدوات الجراحية من غياب القفازات الجراحية التي يستخدمها الجراح في عمله ، وعدم وجود الشاش الذي لايمكن إجراء أي عملية ، أو حتى ضماد بسيط بدونه ، المريض الذي يريد أن يغير ضماد جرحه يأتى حاملاً معه الضماد والمطهر والدواء





عمر..لا يمكننى المغادرة ابدا. فهم بحاجة ماسة الىّ

الوضع في المستشفيات أشبه بصراع بين طرفين أولهما صواريخ الروس وقنابلهم ،وثانيهما الطعام والدواء والكادر الطبي المحدود .

وإذا استمر هذا العدوان الوحشي وبقيت حالة العجز في المستشفيات فإن الشعب بأكمله معرض للإبادة الجماعية لا محالة









تأمل عمر وجهها بحب وفخر كبير وهمس قائلا : لهذا بقيت في المستشفي اكثر من ستين يوما ليل نهار مع الجرحى تحت القصف بالقنابل الفراغية والعميقة التي تزلزل الأسس
وحتى عندما نقل مكان المستشفي ثلاث مرات لم تتخلفى عنه ابدا
أقدر تماما كل ما تفعلينه يا حبيبتى
ولكن الأمر مختلف تماما هذه المرة, فحيـ.....

لم يتم عمر الكلمة, فجأة صمت تماما وعقد حاجبيه بشدة وأصغى سمعه باهتمام ثم التفت اليها بحده وأمسك ذراعيها وقال بجزع :

انهم قادمون
لم يتم عمر الكلمة, فجأة صمت تماما وعقد حاجبيه بشدة وأصغى سمعه باهتمام ثم التفت اليها بحده وأمسك ذراعيها وقال بجزع :

انهم قادمون .أسمع صوت آلياتهم

أنصتت باهتمام وظهر فى وجهها الخوف وتشبثت به وهى تقول : انهم يقتربون, عمر . يجب أن ترحل فورا قبل أن يجدوك

ألقى عمر نظرة من النافذة,و عبر الظلام ومن خلف الستائر المسدلة, شاهد العربات المدرعة وهى تسير آمنة ببطء مستفز وكأنهم فى نزهة, التفت اليها وقال بقلق : توقفوا هنا

تشبث بسلاحه بقوة وأسند ظهره للجدار بجوار الباب وبيده الأخرى أمسك بيد زهره وتشابكت أصابعهما بقوة وبدأ الرعب يدب فى قلبه ..وبرغم البرودة الشديدة وانقطاع الكهرباء وتعطل أجهزة التكييف بدأت حبات العرق تتراص على جبينه وبدأت صورة قديمة مرعبة تقتحم عقله ..صورة لم يراها بعينيه لكنه رآها بخياله

صورة أمه وأبيه واخوته الذين ذبحوا فى بيتهم بيد الإحتلال... ولم يستطع أن يمنع الخوف عن قلبه عندما سمع وقع أقدام الجنود الروس يقترب بسرعة وضغط يد زهرة فى قوه ونظر فى عينيها وكأنه يستمد منهما الأمان وتسارعت دقات قلبه وصوت أقدام الجنود يقترب ويقترب

.................................................. ......




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:38 pm





احذر ......

صرخ الذئب وأشار الى الأرض وهو يقول : قذائف فقاس

نظر حيث يشير وقال بدهشه : ماذا؟ ....لم أفهم

قال بهدوء : فقاس ألغام بشرية مضادة للأفراد وهى كثيرة الشظايا وصغيرة بحيث لا تلاحظ بسهوله ...يلغمون بها طريق القرى لتنفجر فى طريق المهاجرين الذين سيمرون من على هذا الطريق

تأمل القذيفة بدهشة وخوف وابتلع ريقه ثم نظر اليه قائلا بامتنان : كدت أموت ...لقد أنقذت حياتى

قال بلامبالاة: هذا فى أسوأ الظروف ..ولكن فى الغالب كنت ستفقد ساقا أو يدا ..انهم يتقنون صنعها بحيث لا تقتل مباشرة فهم يريدون جعل موتنا بطيئا

نظر اليه بذهول .لكنه تركه يكمل عمله وأخذ يدور فى أرجاء القرية

انشغل جاك بالتقاط الصور وأخذه الحماس الشديد وحبه لعمله , لكنه استفاق فجأة ليجد نفسه وحيدا فى المكان, أخذ يتلفت حوله باحثا عن الذئب, لكنه لم يجده

بدأ الخوف يزحف بقوة الى قلبه , لكنه تماسك وأخذ يبحث عنه فى المناطق القريبة وهو ينادى : أيها القائد, أين أنت؟

هل انتهيت؟

أجفل بشدة وهى يلتفت الى مصدر الصوت, رأه وهو يخرج من بيت قريب ويقترب منه

أخذ يلهث وعلامات الخوف تتبدل فى ملامحه الى الغضب وهو يهتف : الى أين ذهبت؟

قال بطريقته المباشرة المختصرة, والتى بدأ فى التأقلم معها : كنت أبحث عن سيارة

وبدل ملابسه العسكرية بأخرى مدنية,


تبعه بصمت وقد بدأ الهدوء يعود اليه , وغمرته الطمأنينة عوضا عن الحنق الشديد من طريقته الجافة فى التعامل معه

استطاع أخيرا العثور على سيارة سليمة فى احدى الجراجات لمنزل تهدم أغلبه

سأله جاك بدهشه: سياره سليمه وسط كل هذا الدمار ؟ !!

علق قائلا بسخرية : يبدوا أنهم كانوا متعجلين فلم ينجزوا عملهم بدقه

نجح الذئب فى جعل السيارة تدور بمهارة بدون المفاتيح (التى أضناهما البحث عنها) عن طريق سلكى التشغيل فى مقدمة السيارة

انطلق بالسيارة مغادرا القرية التى أصبحت خرابا

وفى الطريق أفصح له عن السؤال الذى يدور فى رأسها : لم بدلت ملابسك العسكرية؟

رد مباشرة : علينا أن نكون أكثر حرصا فى تحركاتنا, فلا يمكن أن نتوقع ما الذى يمكن ان نقابله فى طريقنا

قال بخبث وابتسامة ماكرة تنبت على شفتيه : أتخشى الروس؟

قال بجدية : أخشى ألا يصل حملى الثقيل الى منطقة آمنة

أشاح بوجهه بعيدا بغضب وهو يشعر باستياء شديد لتلك الصفة التى أطلقها عليه

زفر بضيق شديد, وقال بسخرية : أعلم الآن لم يسميكم الروس [ الشعب الذي لا يرهب الموت ].


مرت فترة طويلة من الصمت والسيارة تقطع الأرض فى طريقها, حتى قال جاك أخيرا : أتعلم لم كنت أبحث عنكم؟

عاد لصمته من جديد فقال بخيبة أمل : لا تريد أن تعرف , ولكنى سأخبرك على الرغم من ذلك ....
كنت أريد أن أعرف لماذا تقومون بتفجيرات وعمليات ارهابيه داخل المدن الروسيه؟

أدار وجهه للطريق من جديد وتنهد بضيق وهو يعلم أنه لن يتلقى اجابه , وقال بيأس: عدت لصمتك من جديد...

فوجئ بصوته يصل الى أذنه وهو يقول : وهل تصدقنى ان تكلمت؟

التفت اليه بدهشه وقرر الا تضيع الفرصه ويجعله يتكلم فقال له : لو لم أكن مستعد لأن أصدقك ما كنت سألتك

قال : التفجيرات التى حدثت فى المدن الروسيه وخاصة للمدنيين ليس لنا يد فيها...فنحن لا نضرب الا قواعد عسكريه

صمت جاك ولم يرد فقال : كنت أعلم أنك لن تصدقنى

قال بصدق : على العكس, أنا أصدقك أكثر مما تتوقع..
لقد حصلت على معلومات مؤكده تنفى أن لكم يدا فى تلك التفجيرات ومن مصدر لا يخضع لأى شك ...
من ضابط روسى فى فرقة (قرؤوا)

عقد حاجبيه بشدة ونظر اليه مندهشا لكنه أكمل بجديه : لقد أخبرنى بلسانه أن هذه التفجيرات تم تنفيذها من قبل مجموعة خاصة من ( F.S.P) (المخابرات الروسية) ومجموعة من فرقة قرؤوا بإيعاذ من رئيس الوزراء لتغيير الرأى العام الروسى ليكون ضد شعب الشيشان ..وحتى يكون لديهم المبرر الكافى لخوض تلك الحرب واحتلال الشيشان وكذلك ليرتفع اسم رئيس الوزراء عاليا فى صفوف شعبه
هل هذا هو ماكنت ستخبرنى به؟

نظر اليه بدهشة ثم سأله فجأه: كيف استطعت أن تنتزع منه كل تلك المعلومات التى تعتبر أسرارا عسكريه شديدة السرية

قال بغرور وهو سعيدة أنه استطاع جذبه للحديث : كل صحفى وله طرقه الخاصة

تغير وجهه ومط شفتيه ثم أدار وجهه للطريق وعاد لصمته

لم تعجبه النظرة التى رماه بها فقال بانفعال وكأنما يحاول الدفاع عن نفسه : لقد اعترف بكل ذلك وهو تحت تأثير الخمر ..وبعد أن أخذت منه كل المعلومات التى اريدها تركته مسجى على الأرض بعد تناوله جرعة كبيرة من الدواء المنوم الذى أحمله دائما فى حقيبتى , وغادرت المعسكر

سألته مرة أخرى : أخبرنى ..كيف تحصلون على الأسلحه رغم أنكم ..تعتبرون دولة فقيرة؟

رد مباشرة : أغلبها أسلحه روسيه نغنمها من معاركنا التى ننتصر فيها

سأله بدهشه : وهل تنتصرون؟

أردف بسرعه : عفوا لكن مصادر الأخبار تقول ..

قاطعه قائلا : من مصلحة الروس أن يهونوا من شأن انتصاراتنا ويخفوا خسائرهم حتى لا يثور الشعب ضدهم

أردف بلهجة تمتلئ بالسخرية : يظن الرئيس الروسى أنه اللاعب الوحيد الذي بإمكانه أن يصرع المجاهدين الشيشان , وأن يكسر أنف الشعب الشيشانى, فبكل قسوة وعنفوان لاعب الجودو عمل على قمع الشعب الشيشاني, ونفذ بحقه حملته البشعة لـ"التطهير العرقي" حتى قتل من الشعب الصغير الذي يجاوز المليون بقليل أكثر من مائة وخمسين ألفا وشرد وهجر ما بين 200 و500 ألف مسلم شيشاني بحسب المصادر القوقازية الرسمية وغير الرسمية (أي نحو نصف عدد سكان الجمهورية على حد قول بعض المصادرالإنسانية)







أكثر من نصف الشعب لا يجدون مأوى لهم , ويعانون من قلة الطعام وأحوال الطقس الشديدة وندرة الرعاية الصحية.



ومع كل هذاالدمار, ظن أن الأمور تسير دوما لصالحه لكن الرياح لم تأت بما يشتهيهالبحار الروسي , فالذى حدث خلال الأشهر القليلة الماضية أن كثرة رماحالروسلم تستطع أن تحن جباهنا,
لاشك أن بعضأخبارالعمليات الفدائية الضخمة التى قمنا بها خلال الأشهر القليلةالماضيةقد وصلتكم, على الرغم من أن الحكومة الروسية تعمد دائما الى اخفاء أرقامخسائرها الحقيقية

قال باسما : لاأعتقد أن الروس بامكانهم اخفاء كل تلك الأعداد من القتلى من جنودهم, خاصةعندما يصل الأمر الى أرقام ذات صفرين وثلاثة حسب إحصاءات جمعية أمهاتالجنود الروس
والمصادر الرسمية الروسية

قال ساخرا : ولكنهم لا يزالون يعتبرون أن هذا ثمن بخس لتطويع الجمهورية المسلمة الأبية الغنية بالنفط

عقد حاجبيه قائلا : قد يطول الأمر لسنوات حتى تستطيعوا اقناعهم بعكس ذلك

قال بثقة : نحن أيضا لسنا متعجلين, إن طريق الإستقلال لايزال طويلا
وهذا ما كان يدركه تماما الرئيس الشيشاني الراحل جوهر دوداييف عندما قال : "إن المعركة الحالية مع روسيا ستستمر50 سنة على الأقل لتحقيق الاستقلال الكامل"ورغمكل مكابرتها فلقد بدأت روسيا طريق الاندحار في الشيشان وهي في النهايةستذعن, فسخونة معارك الصيف القادم ستذيب جليد الثلج الروسي

كان صوته العميق يحمل الكثير وهو يقول بثقة لا حدود لها : على العالم ان يدرك -وروسيا من قبلهم- أن القضية الشيشانية لا يمكن للروس "حلها"عسكريا مهما فعلوا


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ScareCrow
عضو ممتاز
عضو ممتاز
ScareCrow



رواية عودة الذئب Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عودة الذئب   رواية عودة الذئب Icon_minitimeالجمعة يوليو 02, 2010 10:38 pm



تنفس عمر الصعداء عندما عبر الجنود من أمام باب البيت ولم يتوقفوا .. بل استمروا فى سيرهم وعندما ابتعدت أصواتهم
خارت قواه وانزلق جسده الى الأرض وظهره للجدار ..أسند رأسه الى الجدار وأغلق عينيه وهو يلهث بقوه

وجلست زهره الى جواره وهى لاتزال ممسكة بيده وبيدها الأخرى مسحت حبات العرق التى تناثرت فوق جبينه وهى تقول بحنان : عمر ..هل أنت بخير الآن؟

أخذ نفس عميق .وهز رأسه موافقا و قال بعد تردد : نعم ..ولكن عليك أن تغادرى جروزنى الليلة

هتفت باعتراض : ولكن...

قاطعها بانفعال : ألا تدركين الخطر المحدق بك؟
انهم يبحثون عنى كالكلاب المسعورة..وأنا...أنا...

صمت قليلا وأدار وجهه بعيدا عنها حتى لا ترى الضعف فى عينيه
قالت بصوت بالغ الحنان : عمر..ما بك؟

قال بعد تردد : ..أخشى ..أخشى..أن يحترق قلبى وأفقد زهرة فؤادى ..
قد أتحمل كل عذابات الحياه لكنى لن أستطيع أن أتحمل أبدا أن تذبل زهرة روحى ..

نظر فى عينيها من جديد محاولا أن يستمد منهما القوه

فقالت بعد تفكير : عمر.. ان احترقت زهرة , فجبال بلادنا تنبت أجمل واندر الزهور

قال بحنين : ولكن قلبى لا يسع سوى زهرة واحده

ابتسمت بحب : وستظل تحيا فى قلبك ترتوى من حبك لهذه الأرض

أكملت فى شجاعه : لا تقلق علىّ ..سيصبح كل شئ بخير ان شاء الله

قال برجاء : زهره, يجب أن تغادرى جروزنى من أجلى, لن أتحمل أن أكون هناك وقلبى يتمزق من القلق عليكى فى كل دقيقة
عدينى أنك سترحلى مع قوافل المهاجرين أنت وأمك وأخوتك.
ولا تنسى أنك على وشك وضع طفلنا الأول

تنهدت باستسلام ثم قالت وهى تبتسم بحب : ماذا أقول ...لا أستطيع أن أخالف أمر زوجى, سأغادر غدا مع قوافل المهاجرين

ابتسم ابتسامة كبيرة وهو ينظر الى بطنها المتكور الذى يحمل طفلهما الأول ووضع كفه عليها وقال : وانت أيها الولد الشقى ..كن رجل البيت , ولترعى أمك فى غيابى..هل تفهم؟ كن ولدا مطيعا

خفتت ابتسامته وتنهد بقوه وهو يقول : لن يطول الأمر , سأعمل على أن نعود الى بيتنا سريعا


اشتعلت عينيه ببريق غاضب شديد الشراسه : لن ندعهم يهنئون فيها...سنخرجهم منها صاغرين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية عودة الذئب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحــــلـــى بــيــطـــرى :: شباااااااااب وبناااااااااات بيطرى :: افتح قلبك-
انتقل الى: