الإسبوع إللى فات
معدى كدا من قدام مجموعة من البنات فى الكلية متجمعين حوالين
موبايل واحدة صاحبتهم و واضح إنهم كانوا بيشوفوا صور جوازها
و طبعا كلهم منبهرين غاية الإنبهار و هما بيتفرجوا و كإن دا طقس واجب النفاذ
كالعادة يعنى البنت المصرية لازم الأفراح و الحاجات دى شيء أساسى فى حياتها
موضوع الإنبهار دا مش جديد عليا
و لا حتى نظرات التمنى و الإستغراق فى الخيالات ........من صاحبات العروسة
و لا حتى وقفة الثقة الجامدة قوى للعروسة محط الإهتمام
و بريق الفرحة فى عينها و نشوة النصر و الظفر و الإحساس بإمتلاك الدنيا
الإحساس بتاع (( الدنيا ضحكتلى أخيرا و الحياة حلوة و أنا إتولدت من جديد ))
و الحاجات إللى عادة بيولدها الزواج عند المتزوجين حديثا و إن كان عند البنت
بتبقى كل المشاعر دى متضخمة جدا جدا أكتر من الولد .........
كل دا عادى بالنسبة لعينى الفاحصة المدربة
بس الجديد هو إللى لقطته ودانى المرهفة و أنا ببعد عنهم
العروسة لإحدى صديقاتها :
ـــ عقبالك يا وفاء .......
ترد وفاء بلهجة تهكمية لإضفاء نوع من المرح و إن كان واضح إنها
نوع من الكوميديا التراجيدية :
= اه ومالو يا أختى ...............ربنا موجود ........
و هنا تعالت ضحكات الجميع فى أرجاء المكان !!!!!
طبعا هو بغض النظر يعنى إن المفروض صوت البنت ميطلعش بضحك فى مكان عام
ــــ حتى لو كلية ــــ بس مش دى قضيتى ......
القضية فى نبرة الحزن إللى نطقت بيه وفاء الكلمة .........
إحساس كدا بفقدان الأمل فى حدوث هذا الحدث الإسطورى فى يوم من الأيام .......
و فقدان الأمل يولد عجز و كبت و إكتئاب
و حتى لما ضحكوا كانت ضحكة تنفيس مش ضحكة فرح
و هنا حانت منى إلتفاتة سخيفة لهذا التجمع الحميد
عادى خالص شلة بنات مصريين عاديين خالص
متوسطين فى كل حاجة
فى الجمال و اللبس و الفكر و الطموحات و الأحلام .............
يعنى أكيد مفيش واحدة منهم بتحلم تبقى سفيرة مصر فى تنزانيا مثلا
و لا وزيرة الزراعة و لا حتى تطلع دكتورة بيطرية زى ما هتقول شهادتها
أحلامهم أبسط من كدا بكتير
أحلامهم فضلت تنزل تنزل تنزل ......مع مراحل عمرهم المختلفة
لحد ما بقت أقصى امالهم هو تحقيق الإحتياجات الأساسية إللى هى المفروض
أساسا تبقى مكفولة لكل كائن حى بإختلاف رقيه فى مملكة الحيوان
وفاء مثلا ..........
فى سن 13 سنة تخلت عن حلم إنها تبقى رائدة فضاء .....
فى سن 15 تخلت عن حلم إنها تسافر أمريكا
فى سن 17 تخلت عن حلم إنها تحس بالأمان و هى ماشية فى الشارع بالليل
فى سن ال 18 تخلت عن حلم إنها تحس بالحب فى بيتها و بإن يبقالها كلمة
تحترم و روح تعامل برقى و إن يبقالها أب يفهمها و أخ يحتويها .
فى سن ال 19 تخلت عن حلم المعاملة المحترمة فى الكلية .
فى سن ال 20 تخلت عن حلم إنها تعيش فى بلد كويس
فى سن ال 21 تخلت عن أحلام الثراء و النجاح المهنى و الإجتماعى .
و هكذا و هكذا و هكذا ........
و لسا هيكمل بيها قطار الحياة و كل شوية تتخلى عن مجموعة من الأحلام
لحد ما تفاجأ فى الأخر إنها بقت بتحلم إنها تحلم ...........
وفاء مش قادرة حتى تقول كلمة (( إن شاء الله )) أو حتى (( ربنا يسهل ))
مش قادرة حتى تدعى
فقدت أحلامها تباعا و احدا تلو الأخر ........
طيب لما تكبر و سنها يوصل ل 27 و 29 من غير واحد لابس بدلة تتصور معاه
و تورى صورها لصاحباتها و هى جنبه فى الفرح
يا ترى هتكون عاملة إيه ساعتها ؟؟
يا عينى يا وفاء ...........
يا عينى على وفاء و ياسمين و محمد و على و سعاد و حسين و ....,.....,....,.....
عاشوا حياتهم فى وطن رحمه ملوث و أرضه مقفرة و خيره قليل ........!!